163

Difficult Hadiths in the Interpretation of the Holy Quran

الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ببكاء الحي صورة من صور التعذيب، وصحت فيه هذه الأحاديث فأمرَّها عمر وغيره على ظاهرها، ورآها مخصصة لعموم: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، والسنة تخصص عموم القرآن على الصحيح. وأما عائشة فجزمت بأنه ﷺ لم يقل ذلك، وأنه إنما قال: "الكافر يزيده الله عذابا ببكاء أهله عليه"، وقالت في الطريق الآخر: إنه مُرَّ على النبي ﷺ بجنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال: "هم يبكون عليه وإنه ليعذب". وأما استشهادها بالآية؛ فلا يخفى عليك ما فيه من الإشكال؛ أما أولًا: فإنها شهادة على النفي، وهي وإن كانت مقبولة من مثل عائشة، لكن عارضتها رواية عمر، وابنه، وناهيك مع صحة حديث المغيرة الآتي: "من نيح عليه عذب". وأما ثانيًا: فإن ما ذكرَتْ في الطريق الأول هو أيضًا معارض للآية التي احتجت بها، وغاية ما يقال: إن التخصيص عليه أقل، أعني تخصيص عمومها بالكافر، وما ذكرت في الطريق الثاني غير مناف لحديث عمر". اهـ (١) وقال ابن عادل: "وعائشة ﵂ لم تخبر أَنَّ النبي ﷺ نفى ذلك، وإنما تأولت على ظاهر القرآن، ومن أثبت وسمع حجة على من نفى وأنكر ....، والحديث الذي روته حديث آخر لا يجوز أن يُرَدَّ به خبر الصادق؛ لأن القوم قد يشهدون كثيرًا مما لا تشهد، مع أَنَّ روايتها تحقق ذلك الحديث؛ فإن الله تعالى إذا جاز أن يزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله، جاز أن يعذب الميت ابتداء ببكاء أهله. ثم في حديث ابن رواحة (٢) ما ينص على أَنَّ ذلك في المسلم؛ فإن ابن رواحة كان مسلمًا، ولم يوص بذلك". اهـ (٣)

(١) إكمال إكمال المعلم، للأبي (٣/ ٣٢٥). (٢) عن النعمان بن بشير ﵁ قال: "أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي: وَا جَبَلَاهْ، وَا كَذَا وَا كَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي: آنْتَ كَذَلِكَ". أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المغازي، حديث (٤٢٦٨). (٣) اللباب في علوم الكتاب، لابن عادل الحنبلي (١٢/ ٢٣١). وانظر: سبل السلام، للصنعاني (٢/ ٢٣٨ - ٢٣٩).

1 / 170