دیباج وضی
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
ژانرونه
وأقول: لقد هلكوا جميعا واستحقوا الوعيد من جهة الله تعالى بمخالفته وشقاقه، لولا تداركهم الله برحمته بالتوبة والإنابة والرجوع إليه.
(أخلاقكم دقاق): الدقة من التراب هو: السحيق الذي جمعته(1) الريح، والغرض أن كل ماكان دقيقا فإنه ضعيف، لا يعتمد عليه لأنه يبطل ويتلاشى، ومعناه أن آراءكم وشيمكم لا يعتمد عليها
(وعهدكم شقاق): الشقاق هو: الخلاف والعداوة، فالعهود من حقها الوفاء والحفظ، وأنتم نقضتم حكمها بأن جعلتموها شقاقا حيث نكثتم البيعة وخالفتم أمري.
(ودينكم نفاق): ليس الغرض أنهم صاروا بمخالفته كفارا منافقين فإن سيرته فيهم تخالف ذلك، وإنما الغرض هو أنكم تدعون أنكم باقون علىالدين، ومستمرون عليه، مع ما يظهر منكم من مخالفتي وشقاقي ونصب العداوة لي، فظاهر دينكم لايوافق بواطنكم، وهذه هي صفة المنافق لأنه يظهر خلاف ما يبطنه في قلبه ويفارق ما يبدو من لسانه.
(وماؤكم زعاق): شديد الملوحة، لا يمكن لشدة ملوحته شربه، وكنى بذلك عن حالهم فإنهم مع شدة المخالفة والمعاداة له، لاتكون موالاتهم سائغة لأحد من المسلمين.
(المقيم بين أظهركم): المخالط لكم والراضي بأعمالكم والمتخلق بهذه الطباع فيكم.
(مرتهن بذنبه): واقع في الخطايا رهين بالذنوب، لما يلحقه بالإقامة بين أظهركم، كما قال تعالى: {كل امرئ بما كسب رهين}[الطور:21] شبهه بالرهن؛ لأن الإنسان إذا قارف(2) المعصية فإنه يكون مرتهنا بنفسه، حتى يتخلصها بالتوبة.
(والشاخص عنكم): والمفارق لكم، والبعيد عنكم.
مخ ۲۲۰