214

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

وأما ثانيا: فلأنه إذا كان لا ولاية لها في بضعها فكيف يكون لها ولاية في غيره.

وأما ثالثا: فلما يختصين به من ضعف العقل، ولهذا جعل الله شهادة امرأتين بمنزلة شهادة رجل واحد، فمن هذا(1) حاله كيف(2) يستحق أن يكون أهلا للمتابعة أو يناط به شيء من الأمور الدينية، ونظير هذا في التعريض قوله تعالى: {أومن ينشأ في الحلية}[الزخرف:18] أي لايزال متحليا بأنواع الزينة {وهو في الخصام غير مبين}[الزخرف:18]، أي أنه لايبين وجه حجته ولا يفهم له احتجاج، فمن هذه حاله كيف يجعل الملائكة الذين هم أكرم المخلوقات عند الله وأقربهم إليه وأعظمهم منزلة عنده بمنزلة الإناث.

(وأتباع البهيمة): يريد الجمل، فجعله متبوعا(3) لما ركبته، وأجابوها واحتكموا لأمرها في مخالفته، والدعاء إلى توهين أمره في خلافته، وهذه أتحف من الأولى(4)، وكل هذا منه مبالغة في قبح ما توسموه من مخالفته، وشق عصا المسلمين، فنزلهم في عدم البصيرة فيما أتوه بمنزلة من بايع بهيمة لا عقل لها.

(رغا فأجبتم): يريد أنما بينكم وبين الإجابة [والانقياد] (5) إلا أنه رغا أي صاح فأجبتم، والرغاء في الإبل بمنزلة الخوار في البقر، والصهيل في الخيل، والنهاق في الحمير، والبعاء في الماشية.

(وعقر فهربتم): أراد(6) أنه لم يكن السبب في اجتماعهم إلا الجمل فلما عقر تفرقوا شذر مذر، وفيه تعريض منه بطلحة والزبير في اتباعهما لعائشة ونكثهما لبيعته.

مخ ۲۱۹