206

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

وأما ثانيا: فبأن تكون جمعا لشريك مثل شريف وأشراف، والغرض هو اتخاذهم شركاء، كما قال تعالى: {وشاركهم في الأموال والأولاد}[الإسراء:64]، فالمشاركة في الأموال بالربا والظلم والتصرف بالمكاسب المحظورة، والمشاركة في الأولاد بالزنا، وادعائه له من غير وجهه، وتسمية الولد بعبد اللات والعزى(1) وغير ذلك.

(فباض وفرخ في صدورهم): البيض والتفريخ لكل ما لا يلد من أنواع الطير كلها.

وحكي عنه عليه السلام أنه قال: (كل ما ظهر ت أذنه فنسله يكون بالولادة، وكل ما خفيت أذنه فنسله يكون بالبيض والتفريخ منها).

(ودب ودرج في حجورهم): الدبيب على وجه الأرض أقل من المشي، والدروج أكثر منه أي مشى ومضى لسبيله في الإغواء والتزين، فالتبسهم من كل وجهة (2).

(فنظر بأعينهم): في جميع مطالع السوء.

(ونطق بألسنتهم): بالكذب، والزور، والإملاء، والخدع.

(فركب بهم الزلل): جرأهم على كل ما يزل به الإنسان عن الحق.

(وزين لهم الخطل): المنطق الفاسد المضطرب، وفلان قد خطل في كلامه يخطل خطلا إذا أفحش فيه، فجميع هذه الأمور كلها من الدبيب والتفريخ والدروج في الحجور، وهي: جمع حجرة وهي ناحية الدار.

(فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه): أي شاركه في أمره كله.

(ونطق بالباطل على لسانه): فصار مستوليا عليه في كل أحواله.

واعلم: أن كلامه هذا قد اشتمل على نوعين من أنواع البديع، وكل واحد منهما له موقع في البلاغة لايخفى:

مخ ۲۱۱