إنك لصادق فيما تقول؛ إذ ما الداعي إلى الكلام في شئون قد تؤديها الألحاظ بإشارة واحدة وقد تفشيها العيون بنظرة فحسب؟
كمال :
بالله دعنا من هذا.
فؤاد :
وبعد سفرك إلى أوروبا ذبل ذلك العود الناضر واعتراه الاصفرار والنحول، زينب التي كانت زينة المجالس بنكاتها الظريفة وأحاديثها الشهية انقطعت عن الكلام، وصامت عن اللغو وأصبحت لا تنطق الكلمة إلا بتكلف، لكنها اليوم قد انتقمت لنفسها منك، فمن لي بمن يجعلني الساعة في قرارة نفسك لأرى مبلغ شعورك بالألم عندما تراها كما هي اليوم في إبان جمالها ونضارة شبابها وهي ملك غيرك، فما أشد حمقك أيها المسكين!
كمال :
أرجوك أن تسكت يا فؤاد.
فؤاد :
لو كنت مكانك لانتحبت كالأطفال.
كمال (بشدة ظاهرة) :
ناپیژندل شوی مخ