منك القبول لها ونظرة راحم """""" صفحة رقم 14 """"""
والدهر منانا بفضلك أرخوا
ودمشق بشراها بأعدل حاكم
فاسلم على مر الزمان مؤيدا
تغشى ذرا العليا بثغر باسم
والسعد في أبوابكم طوع المنى
والعز أنى كنت خير ملازم
ما طاف حول عماد فضلك حامد
نعماك أو نشرت قلائد ناظم
وكتب صاحب الترجمة ، حرس الله تعالى وجوده ، وأناله في الدارين سؤله
ومرامه ومقصوده . إلى ابن أخيه حامد أفندي المذكور ، بهذه الرسالة البديعة الجمال ،
التي لم ينسج على منوالها مثال . وأرسلها إليه صحبة كتاب الحج إلى المدينة المنورة ،
على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام ، إلى قيام الساعة وساعة القيام . وهي في سنة
ثمان وعشرين ومائة وألف من الهجرة النبوية ، وهي : الحمد لله وحده . أما بعد حمد
الله الذي أنعم على حجاج بيته العتيق ، الواردين إليه من كل فج عميق . بزيارة مرقد
حبيبه الذي كمل به نوع الإنسان ، والتشرف برؤية بيته الشريف الذي هو قبلة أهل
الإيمان . حمدا تطوف وفود الإخلاص حول كعبته ، وتقصر الفصحاء عن أن تكون
مزدلفة من شكر نعمته . وصلات الصلاة والتسليم ، المسكية النسيم ، العنبرية الشميم .
على المثوى الذي ترابه الزاكي مسك الأنوف وإثمد الأحداق ، والروضة التي فاح بنشر
عبيرها النسيم العاطر الخفاق . وعلى آله وأصحابه الذين فازوا برؤيته ، وأخلصوا في
السعي بصفاء القلب في خدمته . ما أسفر النيران ، وتعاقب الملوان . فنبتهل إلى الله
عز وجل ، وبنبيه النبيه نتوسل . مع كمال الضراعة وأنواع التوسلات ، في أن يمن علينا
برفع مانعة الجمع ويجمع الشمل بعد الشتات . وأن ينعم على جناب ولدنا ،
المحروس - إن شاء الله تعالى - بعين عنايته ، المحفوظ بحفظه وحراسته . بأنواع
الصحة المشرقة كواكبها ، والسعادة المحمودة عواقبها ، والنعمة الهاطلة سحائبها ،
والسلامة التي طابت مشاربها . وأن يمتع أبصارنا برؤياه ، ويعظم شملنا بطلعة محياه .
لنغفر للزمان ما جناه من الذنوب ، ونحظى برؤيته التي هي غاية القصد ونهاية
المطلوب . إنه على ذلك قدير ، وبالإجابة جدير . هذا ، وأما حديث الشوق إلى جناب
ولدنا المحترم الأجل ، بلغه الله من المراتب العلية أرفع محل . لما كان أمرا يكل
لسان البراعة عن نشر معشاره ، ويقف عنان اليراعة عن السبق في مجال مضماره .
أثنيت عنان اليراعة عن شرح تفصيله ، واستغنيت عن كثير اللفظ بقليله . لأن لسان
الخطاب في ذلك لذلك الجناب وإن طال فقصير ، ومترجم اليراعة وإن أجاد العبارة
عن تعبير كنه ذلك فآت بقليل من كثير . فنسأله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بنعمة
الاقتراب ، ويحسن لنا من فضله وكرمه ومنه بمشاهدة ذلك الجناب . صانه الله تعالى
مخ ۱۴