وفاحت ليالي الدهر مني ميتا ... فأخزين أياما دفنت بها حيا
وكان ضياعي حسرة وتندما ... إذا لم يفد شيئا ولم يغني شيا
وأصبحت في دار الغنى عن ذوي الغنى ... وعوضت فاستقبلت أسد يوميا
سوى حسرتي عرض ووجه تضعضعا ... لقارعة البلوى وكانا عتاديا
فيا عبرتي سحي لعلي مبلل ... بجريك ما أنزفت من ماء خديا
ويا زفرتي هل في وقودك جذوة ... تنير لنا صبحا ثناه الأسى مسيا
ويا خلتي إن سوف الغوث بالمنى ... ويا غلتي إن أبطأ الغيث بالسقيا
فقوما إلى رب السماء فأسعدا ... تقلب وجهي في السماء وقد حيا
ويا أوجه الأحرار لا تتبدلي ... بظل ابن يحيى بعد ظلًا ولا فيا وله فيه من أخرى:
لبيك، أسمعنا نداك ودوننا ... نوء الكواكب مخويًا أو ممطرًا
فسريت في حرم الأهلة مظلمًا ... ورفلت في خلع السموم مهجرا
ظعن ألفن القفر في غول الدجى ... وتركن مألوف المعاهد مقفرا
يطلبن لج البحر حيث تقاذفت ... أمواجه، والبر حيث تنكرا
هيم وما يبغين دونك موردًا ... أبدًا ولا عن بحر جودك مصدرا
من كل نضو الآل محبوك المنى ... يزجيه نحوك كل محبوك القرا