وما أسكنت عنه السكون سيادةً ... ولا رضيت طي لراحته طيا
ولا كندت أسيافه ملك كندةٍ ... فيترك في أركان عزتها وهيا
ولا أقعدته عن إجابة صارخٍ ... تجيب ولو حبوًا إلى الطعن أو مشيا
وكائن له الأوس من حق أسوةٍ ... بنصب الهدى جهرًا وبذل الندى خفيا
هم أورثوه نصر دين محمد ... وحازوا له فخر الندى والقرى وحيا
مناقب أدوها إليه وراثةً ... فكان لها صدرًا وكانت له حليا
وصوت ثناء أسمع الله ذكره ... ليسمع منه الصم أو يهدي العميا [ومنها في ورد صاعد الغوي]:
وأهدت له بغداد ديوان علمها ... هدية من والى وتحفة من حيا
فكانت كمن حيا الرياض بزهرها ... وأهدى إلى صنعاء من نسجها وشيا
وحسب رواة العلم أن يتدارسوا ... مآثره حفظًا وآثاره وعيا
إذا لمعت زرق الأسنة حوله ... كإضرام نيران الهموم حواليا
وقد لاذ أبطال الجلاد بعطفه ... كما لاذ أطفال الجلاء بعطفيا
وقد قصرت عنه رماح عداته ... كما قصرت عنهم رياض جناحًا ومنها:
فيالك من ذكرى سناءٍ ورفعةٍ ... إذا وضعوا في الترب أيمن شقيا