124

ډاخيره په محاسن اهل جزيره كې

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

پوهندوی

إحسان عباس

خپرندوی

الدار العربية للكتاب

د خپرونکي ځای

ليبيا - تونس

الزاهرة، وما زال هنالك إلى أن فتحت الزاهرة على يد ابن عبد الجبار المهدي، وذهبت الدولة العامرية.
وقام عبد الملك من ذلك المجلس، وأمر بتغيير ما وقع، ثم لم يعد إلى الشرب فيه - زعموا - حياته. وأنفذ في الوقت ثقات خدمه إلى منازل عيسى وأصحابه وكتابه، فاستصفى ما فيها وسجن أولاد عيسى الأكابر بمطبق الزاهرة، وأمر ابنه بطلاق أخت عبد الملك فطلقها، ولم تزل خليةً إلى أن ذهبت دولة قومها فراجعها. وكان الناس يحسبون مال عيسى التراب كثرةً. فما وجد له منه شيء؛ وتعجب الناس من ذلك، حتى إن أولاده إلى آخر أمرهم ما فارقهم الإقلال والمسغبة. وأعظم الناس قتل عيسى لجلالة قدره، وسار منهم إلى الزاهرة خلق عظيم ينظرون إلى رأسه.
قال ابن حيان: وكنت في جملة من نظر إليه، واستبنت الضربة بخده الأيمن. وكان أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي منقطعًا إلى عيسى، فكان أول من أنشد عبد الملك، على سبيله من سرعة الانقلاب، شعرًا يقول فيه:
فتلك هامته في الجو ناطقة ... تحدث الناس من آياتها عبرا
مكتوبة الوجه بالهندي يقرؤه ... من ليس يقرأ مكتوبًا ولا سطرًا

1 / 128