115

ډاخيره په محاسن اهل جزيره كې

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

پوهندوی

إحسان عباس

خپرندوی

الدار العربية للكتاب

د خپرونکي ځای

ليبيا - تونس

ويسرك، ويجذلك ويبهجك؛ وإنما هدى الله أولهم بأولنا، وأسبغ النعم على سلفهم بسلفنا؛ وهل يؤملون أحنى عليهم وأرأف بهم منا - أم هل لمت آتاه الله رشده، وشرح بالإيمان صدره، رغبة عنا - وهل ينكر فضلنا إلا جاهل مكابر، أو يدافع حقنا إلا معاند خاسر -
وله من أخرى: بلغنا جوابك ناكبا عن الحق، بعيدا عن الإنصاف، خلوا من حسن المعاملة، بداية بالامتنان بما كان منك، بما لو اقتنعت فيه بما بذلنا من الشكر لركبت سنن المنصفين، وسلكت سبيل المحسنين، فقد قيل: إن الشكر وإن قل، ثمن لكل نوال وإن جل؛ كما قيل: إن المنة تفسد الصنيعة. ولو نظرت في أخبار الماضين، وكشفت عن سير الأولين، لوجدت ملوك الأمم على قديم الزمان قد تعاملت بالتعاون، وتواصت بالترافد، وإن شحطت ديارها، واختلفت أديانها؛ وجعلت ذلك بينها حقوقا تقضى، وفروضا تؤدى، فالدهر أطور والأيام دول. وقد علمت أن الذي سامحتنا فيه لم تقدم إليه إلا على شروط اشترطتها، وأطماع استدعيتها، فقضيناك كل ما ملكناه، تقدمت، ولا صحبة سلفت، ولو هربت عن هذا الجفاء دهرك، وأنفقت في السلامة من هذا الخطل عمرك، لكنت لنفسك ناظرا، وفي صفقتك تاجرا؛ فإن كنت أردت معرفة العي، كفى بذلك عيا من القول، وزللا من الرأي. وإن قلت إنك لم تعرف مكاننا من الخلافة

1 / 119