ذهب مسبوک
al-Dhahab al-Masbuk fi dhikr man hajja min al-khulafaʾ wa-l-muluk
ژانرونه
السلطان ومسكها- "إلا أعطيتني الضيعة الفلانية؟" فصرخ فيه الفخر -ناظر الجيش- فقال: "ارفع يدك -قطع الله يدك-، والك، يا ولد {زناء}، تمد يدك إلى السلطان!" فتبسم السلطان وقال: "يا قاضي، هذه عادة العرب، إذا قصدوا كبيرا في {شيء} يكون عظمته عندهم مسك ذقنه -يعني أنه قد استجار به- فهو عندهم سنة". فقام الفخر مغضبا وهو يقول: "والله، إن {هاؤلاء} مناحيس وسنتهم أنحس منهم، لا بارك الله فيهم!" وصلى السلطان الجمعة بمكة، فدعى له وللشريف فقط ولم يدع لصاحب اليمن تأدبا مع السلطان.
وقضى نسكه، وسار إلى المدينة النبوية وصلى بها الجمعة أيضا، وأقام يومين حتى قدم الركب، وبعث المبشرين إلى مصر والشام، وسار إلى ينبع، فلم يجد المراكب وصلت، فحصلت مشقة {زائدة} من قلة العليق، ومشى أكثر المماليك لوقوف الجمال حتى أتت الإقامات من مصر والشام.
ونزل السلطان بركة الحاج في ثاني عشر المحرم سنة {عشرين وسبعمائة}، فعمل له سماط عظيم جدا، وركب في موكب جليل إلى القلعة، فكان يوما مشهودا. وجلس يوم الخميس نصف المحرم بدار العدل وخلع على {سائر الأمراء} وأرباب {الوظائف وأمراء} العربان.
وحج ثالثا في سنة {اثنتين وثلاثين وسبعمائة}، ورسم بسفر الخواتين وبعض السراري، وكتب {لنائب} الشام بتجهيز ما يحتاج إليه، فوصلت التقادم على العادة من النواب وأمراء الشام و{أمراء} العربان، وطلب {سائر} صناع مصر لعمل الاحتياجات.
مخ ۳۹۰