287

وقعة المضلعة:

ثم إن القوم قصدوا الأمير المعظم علم الدين إلى المضلعة لما علموا بفساد بعض الناس، فتقدم الحمزيون ومن يقول بقولهم وتأخر أسد الدين ومن معه إلا الشاذ فكانوا عددا وافرا، فانكسر أصحاب الأمير علم الدين وكان ذلك في آخر النهار، ومن كان من المفسدين والمنافقين انهزم لغير سبب، وانهزم الناس قليلا حتى خرجوا من قرية المضلعة، وأخذ شيء من الأثاث وقتل خادم للأمير علم الدين، ثم رد الله الكرة على أعدائه، فكانت فيهم أخذا وسلبا حتى ولج الحمزيون ومن معهم في شعبة ضيقة صعبة، فطرحوا خيلهم ولزم أكثرهم، ولم يلبث القوم بعد ذلك أن جنحوا للسلم فطلبوا الصلح فساعدهم الإمام [عليه السلام](1) على شروط، قد ذكرها في السيرة المهدية، وكان الصلح سنة وشهرين وعشرة أيام من غرة شوال إلى نصف شهر المحرم من سنة أربع وخمسين، وكان المتوسط والقبيل من جهة القوم الأمير اسد الدين محمد بن الحسن بن رسول والأمير علي بن وهاس، ومن ذلك الأوان دخل في نفسه الرجوع إلى الحق والخدمة للإمام -عليه السلام-، ونهض الإمام -عليه السلام- قاصدا إلى حصن حلب لإصلاح شيء من أمره، ثم يعود إلى الظاهر(2).

غزوة مأرب الأخيرة:

السبب فيها؛ أنه وصل الأمير الكبير حسام الدين محمد بن فليتة في ركب من جنب يستنهضون الإمام -عليه السلام- إلى مأرب، وحينئذ أمر الإمام -عليه السلام- بالأهبة من جهة صعدة والجوف، فأمر إلى أخيه الأمير أبي المظفر سليمان بن يحيى والأمراء آل يحيى بن حمزة بن أبي هاشم وغيرهم، واجتمع عسكر معقود من الخيل والرجال(3) وكان ذلك الأوان أيام حر وإشتعال، فتأخر من الناس من تأخر، وقد كان الأمير تاج الدين سليمان بن محمد بن فليتة تقدم إلى الحرمة(4) وهي درب مذحج وكان معه ستين فارسا فأقام محاربا لأهل الدربين مدة.

مخ ۳۷۶