254

ولما حدثت هذه الصواعق وعمت ولم يوجد أحدا إلا وأخبر من جهته وبلده ما عاين من ذلك. حدث الشريف الأمير جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسين بن القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم أنه وجد في كتاب بخط الشريف الأمير فليتة بن جعفر بن عبد الله القاسمي يقول فيه: أنه حدث في شهر المحرم سنة ست وتسعين وخمسمائة سنة على وفاء ثلاث وعشرين شهرا من قيام الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان -عليه السلام- خشن الدخان ما غطى الأرض حتى أن الإنسان لا يكاد يرى صاحبه إذا بعد عنه قليلا، وأقام ذلك إلى شهر رجب من سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وكثرت في ذلك الأقاويل، وتحدث الناس بضروب من الكلام والظنون. قال: ثم حدث في تلك السنة من الصواعق سيما في المغارب ومخلاف صنعاء، وحدث في تلك السنة في جهات الشام من راحة ونواحيها وجع الأوبئة، قال: وأظنه من الطاعون ربما يصيب الإنسان في مراقه فربما(1)، مات في يومه أو في الثاني، أو في الثالث، ومنهم من ينفجر بماء فربما سلم صاحبه. قال: روي أن بلادا أخلت من سكانها وأهلها وسارت ماشيتهم سائمة لا مالك لها ثم تناقص ذلك بعد وفاء سنة.

مخ ۳۴۱