وكان ممن وصل إليه(1) مع الأمير الكبير المعظم شرف الدين الحسين(2) بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى(3) وأنزله ا لإمام -عليه السلام- في جانب الدار السلطانية، ليقرب منه للمراجعة والمشورة، وأنصفه الإمام ومن معه مع تراكم الناس وكثرة المطالب. وكان الأمراء الحمزيون ربما يشكون عليه ويصورون له صورا، داخله شيء من الشك في السيرة المهدية أو كأنه ظن أن أمير المؤمنين قصر في إنصافهم فاستأذن في العود إلى بلاده، فأذن له الإمام وجهزه وأنعم عليه وأحسن وأجمل، فلما وصل صعدة ورأى من أهل صعدة شدة الكراهة للأمراء بني حمزة والجرأة بالأذية، أصابه أنفه وحمية للرحم الماسة فتقدم إلى رغافه وأخرت صلاة الجمعة في بلادهم إلا القليل، وصارت تأتي منهم شكايا ورسائل واعتراضات من أجل حصن تلمص وأنه لهم، ومن أجل عقود كانت بينهم وبين الإمام [عليه السلام](4) وقد أجيب عليهم في ذلك بأحسن جواب ، تركنا ذكرها اختصارا، بعضها من الإمام وبعضها من غيره.
مخ ۲۸۵