196

قصة سقوط الحصان بالإمام -عليه السلام-:

لما عزم أسد الدين على التوجه وحضر يوم الجمعة تأهب الإمام -عليه السلام- للصلاة، فقدم له حصانه المعروف بالمحيا وهو من جياد الخيل، وكان للإمام -عليه السلام- [فيه](1) فضيلة، وهو أنه إذا ركبه لم يترك أحدا يقرب من الإمام، فإذا ركبه غير الإمام همد وسكن. فلما كاد أن يستوي الإمام على ظهره وفيه شكالة تقوم بالإمام -عليه السلام- وسقط على مؤخره، ثم على صافحته فصدم أمير المؤمنين صدمة عظيمة في أنفه ووجهه ورض رجله، ولم يتصور من رآه أنه يسلم، فمن الله على المسلمين بسلامته، ودخل إلى منزل من منازل الدار وغشى عليه، وغلقت الأبواب ساعة وأفاق بعد روعة عظيمة وقعت في أهل الدار، ثم أمر القاضي الأجل محمد بن يحيى بن عطية(2) أن يصلي بالناس، فلما قضى الصلاة على شغل خاطر فقصدوا بأجمعهم إلى الدار وكاد الناس أن يأخذوا بعضهم بعضا، فأمر الإمام -عليه السلام- بفتح الأبواب لينظروه، فلما رآه المسلمون حمدوا الله تعالى على سلامته وقرت خواطرهم وانشدت في ذلك التهاني والحمد لله رب العالمين(3).

مخ ۲۸۱