قال مصنف سيرة المهدي -عليه السلام-: فلما بلغني ذلك وكنت في
ذروة أمرت من الأهل من أشعر الناس الكف، وسار معهم من أصحبهم إلى حوث وأرسل إلى الإمام رسولا يستأذن لهم من صعدة، ولما وصلوا أجرى الخطاب [بينهم و](1)بين الإمام -عليه السلام- وبين الأمير شمس الدين المتوكل وبذل من نفسه نصرة الإمام بنفسه وجنوده وأهله، ولم ير الإمام -عليه السلام- إلا قبول ما بذل رعاية لحق المنصور -عليه السلام- ورغبة في صلاح مثله.
[قصة التنين]:
وكان في خلال ذلك الفضيلة العظماء والآية الباهرة الكبرى؛ وذلك أن مقعدا يسمى فلانا التنين، قد أتى عليه من السنين خمسون سنة أو يزيد قليلا أو ينقص قليلا من أهل صعدة، يعرفه الناس يسير على يديه ورجليه يدب على الأرض كما تدب القردة، فأتى يوما إلى أمير المؤمنين ليمسح عليه، ولم يكن يخطر بباله أن الله [تعالى](2) يفعل به ذلك، فمسح الإمام -عليه السلام- على رأسه وظهره، وأجرى كفه المباركة على مواضع من بدنه ودعا له بالعافية فوجد من ساعته تلك بدء الشفاء وعاد مرة فمسح عليه فقام بعد ذلك قائما منتصبا يسير كما يسير الصحاح، فكبر الناس وشكروا الله الذي خص أمير المؤمنين بهذه الفضيلة، وكان هذا المقعد يحمل السلاح في المواكب ويلعب مع من يلعب بالسلاح وكان الناس يأتون من البلاد(3) البعيدة ليتحققوا هذه الفضيلة واشتهرت في البلدان ونظمت فيها[389] الأشعار، فمما قيل في ذلك قول الأمير الكبير المتوكل على الله شمس الدين أحمد بن المنصور بالله -عليه السلام-:
ضاء على الإسلام نورك وانطفا(4)
وقد علمت آل النبي محمد
وإنك لا وان ولا أنت طائش
[ولا عجب أن زادك الله حجة
رضيناك للدنيا وللدين فارتفق?
?
بوجهك ليل الهم واتضح الفجر
بأنك أنت الفلك أما طغى البحر ولا مضمر سر الحقود ولا وغر
مخ ۲۶۸