قال مصنف سيرة المهدي -عليه السلام-: أخبرني من رأى أمير المؤمنين يشير بكلام خفي قال: ظننت أنه يدعوا لما أضرت بالناس هذه العرادة، فما كان إلا القليل حتى انحطم سهمها الناس ينظرون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، ثم أقبلت قبائل بني شريف وبلاد سنحان ووادعة وغيرهم من النجود، وحصل من الأموال والدراهم شيء كثير عم العسكر نفاقا(1) وكان ينفق في الليلة الواحدة ألوفا(2).
صفة الصلح الذي وقع بين الإمام -عليه السلام- وبين الأمراء
الحمزيين:
لما استقر الإمام -عليه السلام- بصعدة وعظم شأنه، ورأى الأمير شمس الدين أنه لا طاقة له بحربه استدعى بالأميرين الكبيرين ابني عمه الأمير يحيى بن الحسن بن حمزة بن سليمان، والأمير أحمد بن يحيى بن حمزة أن يصلا إليه، ومن أمكنهما من كبار الناس للتوسط فيما بينه وبين الإمام فاستصحبا الأمير الكبير المجاهد أحمد بن محمد بن حاتم، والسلطان الأجل المخلص الوشاح بن عمران والسلطان الأجل جبر بن سعيد بن طير(3)، والشيخ المكين عمرو بن علي الوهيبي، واجتمع معهم عسكر كثير من خيل ورجل وساروا، فلما بلغوا حازة(4) البون الأسفل ظن الناس أنهم يريدون سوءا في جانب الإمام [عليه السلام](5) فأوقدت النيران في الظاهر، واجتمعت القبائل حولهم وهموا أن يقعوا بهم.
مخ ۲۶۷