وكان نهوض الإمام -عليه السلام- من الجوف إلى صعدة في شهر المحرم أول سنة ثماني وأربعين، وكان الأمير شمس الدين قد نهض إلى حصنه المعروف ببراش وهو الجبل الذي يسمى(1) وتران(2) وشحن في تلمص من الأجناد والخيل والعدة ما أراد، ثم إن أهل البلاد أقبلوا إلى الإمام منهم من وصل إليه إلى الجوف، ومنهم من وصل إليه إلى الطريق.
ووجه الأمير شمس الدين أحمد بن المنصور الأمير أحمد بن محمد بن حمزة بن الحسين -وكان هو ووالده بمكان عنده- إلى بلاد دهمة(3) كالنازلين عليهم بالحريم ليستكفوا شرهم فأجارهم(4) شيخهم نعمه بن عمرو(5) بن غيلان وحل عليهم بالحريم وعظم الأمر على دهمة، وافترقوا فيما بينهم وكان منهم رجل يقال له: منصور بن الرعيل حليفا للإمام ومحبا، فاستعفاهم من الركون إلى الأمير المذكور والجيرة له، وقال له: الزم حذرك مني فلم يلتفت عليه فوثب عليه ذات يوم فقتله فعظم على الإمام -عليه السلام- ذلك لأنه لا يريد للشريف إلا الصلاح، ولأجل ما بينه وبين الأمراء آل يحيى بن حمزة بذيبين إذ هو صهرهم وهم خواصه، وأكثر خلق الله مودة له، فتكلم في ذلك معهم وأقسم ما أمرت بقتله ولا رضيت على هذه الصورة مع أني أعتقد أنه من جملة المحاربين.
مخ ۲۶۵