د امویانو دولت په شام کې

انیس زکریا نصولی d. 1357 AH
196

د امویانو دولت په شام کې

الدولة الأموية في الشام

ژانرونه

ثم ظهر هذا النزاع بين الأمويين والشيعة العلوية على اختلاف فرقها بمظهر شديد رهيب في أواخر القرن الأول للهجرة، وقد كان المحرك الأعظم له جماعات الأعاجم من الفرس، أولئك الذين حقدوا على بني أمية استمساكهم بروح العصبية العربية، واحتكارهم المراكز السياسية للنبلاء العرب، واحتقارهم للموالي والدخلاء على العربية، ولا غرابة في أن يكون هذا النزاع خطيرا؛ لأن الفرس راموا من ورائه استرجاع ما فقدوه من السطوة والسلطان بعد زوال دولتهم وتقلص ظلها، فساعدوا الشيع التي قامت تطلب الخلافة لآل البيت وضحوا بأموالهم وأنفسهم لإنهضاها وتقويتها وبث دعوتها سرا وعلنا، ونعتقد أن هذا النزاع ظهر بمظاهر عدة: أولا بمظهر الحركة الزيدية، ثانيا بمظهر الحركة الجعفرية، ثالثا بمظهر الحركة الأباضية، رابعا بمظهر الحركة العباسية، وسنبين كلا منها في حينه. (2) أسباب سقوط الدولة الأموية

حطم بنيان الدولة الأموية في الشام الدعوة المنظمة التي بثتها هذه الأحزاب، والأموال الطائلة التي بذلها الرؤساء والجمعيات السرية، وقد انتشر رجالها في كل صقع يدعون لآل البيت وينالون من بني أمية، الفئة الضالة المضلة الفاسقة المغتصبة في عرفهم، ولم يتعاضد الأمويون تجاه هذه الأزمة الصعبة والضائقة والمخيفة، بل راحوا يثيرون روح العصبية بين اليمانية والمضرية، ويستميلون تارة هؤلاء إلى صفوفهم وطورا أولئك، فهيأ بذلك مجالا لأن ينصب لهم أعداؤهم المكائد، ففرقوا جموعهم وعصفت بهم ريح الفوضى، فزلت أقدامهم وانقرضت دولتهم. (3) الفرس يحركون الأعاجم والشيعة عند بني أمية

ثم قام يدير زمام المعارضين للمركزية الأموية رجال أقوياء مخلصون كأبي مسلم الخراساني وبكير بن ماهان وغيرهما، بينما كان الخلفاء المتأخرون من الأمويين لاهين مستهترين، لا يباشرون إدارة الأمور بأنفسهم، بل يكلونها لأرباب اللهو وأهل المجون، وقد أسرفوا في ذلك إسرافا هائلا، وتنازعوا على الخلافة فأخذوا يضربون بعضهم البعض ويثيرون القلاقل في مختلف البلاد؛ فضعفت هيبتهم ولعبت بهم يد الفساد، وإليك تفصيل هذه الأسباب: (3-1) الحركة الزيدية

قلنا: إن الحركة الزيدية هي مظهر من مظاهر النزاع بين الفرس والعرب، وتدلنا مبادؤها دلالة صريحة لا ريبة فيها أن الفرس عمدوا إلى اتخاذ زعماء آل البيت سلما يرتقون عليه إلى آمالهم وأمانيهم، وتلخص مبادئ الزيديين فيما يلي: (1)

يسوق الزيديون الإمامة في أولاد فاطمة بنت علي بن أبي طالب، ولا يجوزون ثبوت إمامة في غيرهم. (2)

إذا خرج فاطمي عالم زاهد شجاع بالإمامة أصبحت طاعته واجبة، سواء كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين. (3)

يجوز خروج إمامين في قطرين يستجمعان هذه الخصال ويكون كل واحد منهما واجب الطاعة.

1 (أ) زيد بن علي بن الحسين

أما زعيم هذه الحركة فهو زيد بن علي بن الحسين، وكان شابا طموحا يعتقد كل الاعتقاد أن الخلافة حق من حقوق آل البيت اختلسها بنو أمية واستأثروا بها وجعلوها وسيلة لإشباع مطامعهم الدنيوية، وردد مثل هذه الأفكار في مجالسه الخصوصية والعمومية، فانتبه زعماء الفرس لمقالته وآرائه فأعاروها أذنا صاغية، وفرقوا الأموال في الكوفة الثائرة الغاضبة لمناصرته وتأييده، فجاءه زعماؤها وأكدوا له إخلاصهم لآل البيت وتفانيهم في محبة أبناء الرسول واستعدادهم للفتك في بني أمية وطردهم من العراق.

وقد حفظ لنا التاريخ وثيقة تثبت بعض أقوالهم، وهي لا تختلف عن الأقوال التي راحوا يؤكدونها للحسين قبل الفاجعة التي نزلت به، وهاكها: «... معك مائة ألف سيف نضرب بها دونك، وليس عندنا من بني أمية إلا نفر قليل، ولو أن قبيلة واحدة منا صمدت لهم لكفتهم بإذن الله ... نحن نبذل أنفسنا دونك ونعطيك من الأيمان والعهود والمواثيق ما تثق به، فإنا نرجو أن تكون المنصور، وأن يكون هذا الزمان الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية.»

ناپیژندل شوی مخ