فإني أحبها وهذا خير عذر لي فيما أراه.
فقال الدوق: وأنا أيضا أحبها. - هذا أكيد ... وأنت سيدي وملكي، ولكن حبي لها هو فوق كل حب.
فاصفر وجه الدوق اصفرارا شديدا، وتقدم نحو مونسورو فقبض على يده بيد مرتجفة وقال: أخفض صوتك أيها الكونت ... واعرض هذا الملتمس؛ لأني مصغ إليك.
فهدأ روع مونسورو وقال: إني يا مولاي من أشد الناس إخلاصا لسموكم، وما كنت أود أن أصنع شيئا مما صنعته.
ولكن هو الحب يا مولاي، وهو شديد السلطان، وقد فعلت ما فعلت مكرها مرغما.
فإذا كنت قد أذنبت، فإن الحب شافعي. - قلت لك أيها الكونت إن عملك خيانة لا تقبل الصفح. - إن حلمك أوسع من ذنبي، فلا أقنط من مراحمك وعفوك ... ولقد رأيتك يا مولاي أعظم أمير في هذه البلاد، ثم رأيت نور المستقبل يضيء لك، ونجم سعدك يشرق في أفق المجد، ورأيتك في شاغل عن هزل الغرام بجد ذلك المستقبل الخطير اللامع، فقلت: لأدع هذا الأمير العظيم يجتهد في تحقيق أماني مستقبله، ولأجتهد في تحقيق أماني قلبي.
فلما دان له ما يريد وخفق فوق رأسه العلم الملكي ...
فاعترضه الدوق وقال: توقف أيها الكونت وحسبك ما قلت. - إذا أنت تصفح عني؟
فنظر الدوق إلى الحائط، فرأى معلقا عليه رسم الكونت دي باسي كأنه ينظر إليه ويؤنبه على ما سيفعل، ويذكره بسابق وعده، فاختلج لمرآه وقال: كلا، لا أصفح عنك؛ لأني لا أستطيع مثل هذا الصفح، والله يعلم أني لا أسألك رد هذه الفتاة كي تكون لي ، بل لأن أباها يطلب أن ترد إليه.
وفوق ذلك فهي تقول إن زواجك بها كان مغتصبا، وتطلب الانفصال عنك والانتقام منك.
ناپیژندل شوی مخ