الفصل الثامن
كيف أن صوت الرب قد كلم شيكو بدلا من أن يكلم
الملك
ولبث الاثنان عشر دقائق، لم ينبس ببنت شفة، ثم هب الملك من فراشه خائفا مذعورا، واستوى جالسا على الأرض.
فذعر شيكو أيضا، وسأله بصوت منخفض عما دعاه إلى النهوض، فأجاب: شعرت بمرور الهواء على وجهي كما شعرت به أمس، وهذه إشارة إلى أن الله يريد أن يخاطبني.
ثم مرت هبة ثانية فأطفأت شمعتين، وثالثة فأطفأت ما بقي من الشموع.
فارتجفت أعضاء جلالته من الخوف، وقال لشيكو: أصغ لأن الصوت سيتكلم.
ولم يكد يتم كلامه حتى سمع الصوت يناديه، قائلا: أيها الخاطئ التعيس، أصحوت من رقادك؟
فاصطكت أسنان هنري من الرعب، وقال: نعم، أيها الرب! - أسامع أنت لما أقول؟ - نعم، فلا تلق علي صواعق الغضب. - لقد ظننت أنك أطعتني بما فعلته اليوم من التقشف، ولكن قد أطعتني بالظاهر لا بالباطن ... ولم ترضني بالقلب، ولكنك أرضيتني باللسان.
فدنا هنري وهو يضطرب من شيكو، فقال له: أآمنت أيها الكافر؟ - نعم، لقد اقتنعت ولم يبق علي غير أن تقتنع.
ناپیژندل شوی مخ