فاحمر وجه هنري وقال: كلا، بل إني أؤثر في هذه المرة أن أغض الطرف عن المجرمين، وأن أشمل الجميع بعفو عام، بل أحب أن تزول تلك العداوة من الفريقين ويستتب بينهما السلام ... ولذا فقل لي من كان من أولئك الخمسة أكثر إظهارا للعداء؟ - هو كاليس.
قال الملك: إذا فإني آمر كاليس وباسي أن يتصافحا أمامي بهذه الحضرة.
وكان كاليس قد حضر، فذعر لهذا الأمر وقال: مولاي، ماذا أمرت؟ وما المراد بهذا؟ - أريد أن تزول من بينكما أسباب البغضاء، وأن تتصافحا أمامي في الحال.
فلم يجد الاثنان بدا من الرضوخ لأمر جلالته، فتصافحا على ما يريد، وعند مصافحتهما قال كاليس هامسا في أذن باسي: أؤمل أن يكون هذا السلام إلى حين.
فأجاب باسي: طب نفسا لأن الأيام بيننا وسنلتقي.
الفصل السادس
توبة هنري الثالث وجهل السبب
ثم خرج الجميع من حضرة الملك، وخرج هو بعدهم، فذهب توا إلى غرفة سانت ليك، فرآه مضطجعا على فراشه، وهو يئن متظاهرا أنه مريض.
ورأى امرأته جالسة بملابس الغلمان على مقعد في زاوية الغرفة، وهي ساترة وجهها بيديها ... فلم تنهض عند دخوله، ولبثت متظاهرة بالنوم.
فقال الملك: ما بالك يا سانت ليك، ومن هذا الغلام النائم في هذه الغرفة؟ - هو غلام لي يا مولاي، أحضرته من منزلي لخدمتي ... وأما أنا فمريض. - لا بأس عليك، فسأرسل إليك طبيبي الخاص، والآن فهيا بنا إلى غرفتي؛ لأن شيكو ينتظرنا فيها. - عفوا يا مولاي، فإني مريض ولا يروق لك مجلسي. - سيان عندي فإني أكتفي بمرآك، وإذا فاتني حسن لفظك فإني قانع بحسن سمعك. - إذا، فسأذهب إليك بعد حين ريثما ألبس ثيابي ... لأني بملابس النوم. - حسنا بشرط أن تسرع.
ناپیژندل شوی مخ