أما الكونت فإنه قفز عنه إلى الأرض والحسام مشهر في يده، وحمل على خصمه حملة هائلة فجرحه في فخذه جرحا بالغا دعاه إلى اعتزال القتال والاهتمام بجرحه.
ثم هجم على رفاقه وهو غير مكترث بالموت، فجرح كاليس وضرب بحسامه صفحا أبرنون على زنده فأطار الحسام من يده.
وأخذ يجول بينهم فينال بحسامه أجسادهم ويثخنهم جراحا، وكلما أصاب واحدا عاد إلى الآخر، حتى كلت قواه وأصيب بجرح بالغ أسال دمه كأفواه القرب.
وتألبوا جميعهم عليه حملة واحدة، فرجع إلى الوراء يلتمس الحائط ليدرأ به حملاتهم عليه من الوراء.
فلما بلغ إليه صادف بابا، فرفسه برجله فإذا هو مفتوح، فبرقت عيناه بأشعة الأمل.
وأعاد الكرة عليهم فجرح منهم اثنين.
ثم عاد إلى ذلك الباب وقد نهكت قواه لفرط ما سال من دمائه، فولجه وتمكن من إيصاده بالزلاج الحديدي بعد الدفاع الشديد، فكان له النصر العزيز بنجاته.
وبعد أن أوصد الباب مشى بضع خطوات إلى أن انتهى إلى سلم، فسقط عليه وهو لا يعي.
ثم شعر بسكوت عميق، فخيل له أنه هابط إلى ظلمة القبر، ثم أطبق عينيه وضاع رشده، فلم يعد يعي لشيء.
الفصل الثالث
ناپیژندل شوی مخ