144

دلیل و برهان

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

ژانرونه

وفي خلاف ابنه عبد الله بن العباس ، وحكمه في المؤلفة قلوبهم ، وسهم ذي القربى ، ومن وراء هذا كله أحكام الكتمان التي ناقضت حدود الله وبعض سنن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .

ومن الرأي تأمير المؤمنين وعزلة إن ضيع أمور الدين ، وقتله أن امتنع من العزلة إلى الهوان ، ومن الرأي الكون مع أئمة الجور تحت أحكامهم ما أقاموا حكم الله فيك ، ولم يحكمك على معصية ، وتأدية حقوق الله عليه إليهم وأخذ العطايا من بيوت أموالهم ، والجهاد والغزو معهم جميع ملل الشرك والخروج عليهم إذا جاروا وبغوا .

القول الثالث : ما صفة المجتهد

اعلم أن استخراج العلم من كتاب الله - عز وجل - ومن سنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ومن الإجماع ، يتعذر إلا لمن كملت فيه عدة شروط .

أولها : أن يكون قارئا لكتاب الله تعالى وتاليا له . والثانية : أن يكون عارفا بتصاريف لغة العرب ومعرفة الاسم من الفعل والحرف منهما .

والثالثة : معرفة النحو ووجوه الإعراب .

والرابعة : معرفة وجوه القراءات .

والخامسة : أن يقف على تفسير مفسري القرآن الذين اعترفت لهم الأمة بالتفسير ، وقولهم حجة لأنهم أخذوه توقيفا .

والسادسة : أن يكون عارفا بمن قد شذ (1) عن أحكام الشريعة ومراعيا زلل شواذ الفقهاء المتقدمة .

والسابعة : أن يحصل مقاليد أقفال الكتاب .

فمن لم تكمل له هذه الصفات ، فلا يوثق بشيء من علمه ، ولا بعلم من تعلم منه ، وإنما هو مغرور أو مقلد ، فالقائل والسامع بمثابة واحدة لا حائل لهما .

واعلم أن مثل القرآن كشجرة لها عروق وأغصان وأعضاء وأثمار :

أما عروقها فعشرة : وهي المكي والمدني والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والظاهر والباطن والعام والخاص .

والأعضاء عشرة وهي : المجمل والمفسر والمطلق والمقيد والمقطوع والموصول والمقدم والمؤخر والكناية والتصريح .

مخ ۷۰