وقول الشيخ - رضي الله عنه - ( وعليهم ولاية المسلمين من الجن جملة لا يقصد إلى شخص بعينه).
اعلم أن مسألة الجن في الوجوب عويصة ، ولكن ما الدليل على وجود الجن ؟
أولا : قال الله تعالى : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا ، لا تنفذون إلا بسلطان ) .
وقوله : ( من الجنة والناس ) . وإجماع الأمة .
فإن قيل : فها هنا طائفة من اليهود والأطباء ينكرونهم ويقولون : إنها السوداء إذا غلبت على الناس .
قلنا : لا يعبأ بهم بعد القرآن وإقرار الناس بذلك من لدن أبينا آدم عليه السلام إلى اليوم .
وأما قول من قال : إنه واجب علينا الإيمان بهم عند البلوغ وولايتهم فالله أعلم .
فأي شيخ من المشايخ قال : ( وليس علينا من معرفة الجان شيء ) والسؤال عن الأحكام قائم .
وإن سأل عمن وطئهم فكسرهم أو عزم عليهم فقتلهم ، فليس علينا من أمور ما بيننا وبينهم شيء حتى يظهروا .
فإن سأل ما الدليل على أن فيهم مسلمين ؟
قلنا : قول الله - عز وجل - : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون ) إلى آخر قصتهم ورجوعهم إلى قومهم منذرين ، وداعين إلى الله تعالى وإلى كتابه ودينه وقولهم لقومهم : ( أجيبوا داعي الله ) ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ) . وهذا وعيد يدل على التكليف ، فأثنى الله - عز وجل - عليهم بالدعاء إليه وإلى طاعته ولم يعقب بالذم فهناك علمنا أنهم مسلمون .
فإن قال : هذا نص أو استخراج .
قلنا : استخراج يقوم مقام النص ، ولم يختلف عليه أحد . وفي ( قل أوحي إلي ) أعظم بيان .
مخ ۳۱