105

دلیل و برهان

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

ژانرونه

وقول الشيخ - رضي الله عنه - ( وعليهم ولاية المسلمين من الجن جملة لا يقصد إلى شخص بعينه).

اعلم أن مسألة الجن في الوجوب عويصة ، ولكن ما الدليل على وجود الجن ؟

أولا : قال الله تعالى : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا ، لا تنفذون إلا بسلطان ) .

وقوله : ( من الجنة والناس ) . وإجماع الأمة .

فإن قيل : فها هنا طائفة من اليهود والأطباء ينكرونهم ويقولون : إنها السوداء إذا غلبت على الناس .

قلنا : لا يعبأ بهم بعد القرآن وإقرار الناس بذلك من لدن أبينا آدم عليه السلام إلى اليوم .

وأما قول من قال : إنه واجب علينا الإيمان بهم عند البلوغ وولايتهم فالله أعلم .

فأي شيخ من المشايخ قال : ( وليس علينا من معرفة الجان شيء ) والسؤال عن الأحكام قائم .

وإن سأل عمن وطئهم فكسرهم أو عزم عليهم فقتلهم ، فليس علينا من أمور ما بيننا وبينهم شيء حتى يظهروا .

فإن سأل ما الدليل على أن فيهم مسلمين ؟

قلنا : قول الله - عز وجل - : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون ) إلى آخر قصتهم ورجوعهم إلى قومهم منذرين ، وداعين إلى الله تعالى وإلى كتابه ودينه وقولهم لقومهم : ( أجيبوا داعي الله ) ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ) . وهذا وعيد يدل على التكليف ، فأثنى الله - عز وجل - عليهم بالدعاء إليه وإلى طاعته ولم يعقب بالذم فهناك علمنا أنهم مسلمون .

فإن قال : هذا نص أو استخراج .

قلنا : استخراج يقوم مقام النص ، ولم يختلف عليه أحد . وفي ( قل أوحي إلي ) أعظم بيان .

مخ ۳۱