340

============================================================

فقلت: لا، والذي بعث محمد بالحق لا أخرج حتى أنخله. فما فرغت من قولي حتى سمعت صوتا من ناحية البيت: (فاز من آمن بمحمد، صلى الله عليه وآله، وخسر من لم بعرفه. أخل ترى عجبا)! فدخلت وقد أصابني من الصائح فزع شديد.

فقال لي صاحبي: لا تفزع فلما سكنت روعة نفسي ودخلت فاذا آتا بسرير عليه رجل وصنم؛ ورأيت عليهما من الجواهر مالا أقدر على صفته، فتقلت في وجه الصنم وقلت له: بؤسا من آله. وتتاولت ورقة عندهما ووليت مسرعا وخرجت وخرج معي صاحبي وصرنا إلى القوم فأخبرناهم الخبر، فتهيأوا للدخول فما كان إلا دنوا فسمعوا صوتا كاد أن يخرج نفوسهم؛ فولوا مسرعين وقد ذهبت الوانهم.

واقتسمنا الأموال؛ وهذه الورقة معي، فبعتت الى زيد بن اسحاق الغنوي (290)- وكان يقرأ الكتب- فإذا في الورقة: (أنا عمرو بن حديرة، عابد الأوثان وناسي الشهور، ملكت الأرض، وعمرت سبعة أحقاب(91،) وافتضضت الف عذراء، وذوخت البلد، وجمعت الأموال، وأيقنت بالخلود، فاعجب ما كنت فيه من أمري، جائتتى صيحة من السماء فخرتتي وتركتتي خامل الذكر - لا لله إلا الله الباقى بعد خلقه)(92،).

(400) لع اقف على ترجمة في المصادر المنيسرة.

(401) احقاب: أو حقب: الدهور، وقيل السنة، وقيل ثمانون سنة، وذهب البعض إلى انه مدة لا ولت لها. ابن منظور: لسان، مادة (حفب) 278/1.

(492) يشير هذا النص إلى وحدة القكرة في معالجة موضوع الخلود بين الفكر القديم والعصور التي تليه، حيث يذكر هذا النص بما دار بين جلجامش بطل ملحمة الخلود وبين سدوري صاحبة الحانة عندما رآته مقبلا يرتدي الجلود قائلا لها: (أنا جلجامش،

مخ ۳۴۰