قال: إذن فسأفصح لك يا مولاتي العزيزة، فاعلمي أني أنا الذي تمت على يدي المعجزة التي تشكرين الله عليها اليوم، فاشكريني واعترفي بفضلك، أما الله فله منن كثيرة، فهو ليس في احتياج إلى مشاركة بعض خلقه فيما يعود لهم من الفضل والشكر.
فأجابته: أصبت يا صاح، فإذا كان هذا التوفيق قد تم على يديك - كما تقول - وكنت لا أعلم لمن يرجع هذا الفضل فأقدم لك واجب الشكر أولا، ثم أشكر الرحمن؛ إذ وفقك إلى هذا المسعى المشكور.
قال: نعم، إنما إذا كان الله وفقني إلى هذا المسعى المشكور ولا يمتعني بالثمرة التي أترقبها، فهو قادر على أن يوفقني إلى سعي غير مشكور.
فسألته المركيزة قائلة: وما معنى ما تقول؟
فأجابها: معناه أنه لم يجعل الله في أسرتي إرادة فوق إرادتي، ولا قدرة فوق قدرتي، وإن قلب أخوي في يدي أصرفه كيف أشاء، وإن امرأ قدر على النار أن يزكيها لقادر على أن يطفئها.
قالت: ما زدتني إلا غموضا فأفصح عما تريد.
قال: حيث سمحت يا مولاتي العزيزة بطلب البيان، فسأكون أبلغ في التعبير، وأفصح في اللسان، فاعلمي أن أخي إنما كان ابتعاده عنك وهجره إياك لشدة غيرته عليك، فأردت أن آتيك برهانا من سلطاني عليه، فرددته من أقصى الهجر إلى أدنى الحب، وأفهمته أن لا محل لغيرته عليك وسوء ظنه بك، فأنا قادر على أن أقصيه بعد الدنو، وما ذلك علي بعزيز، فأبدي له أنني إنما كنت مخطئا في اعتقادي بطهارتك وحكمي ببراءتك، ولست في حاجة يا مولاتي على إثبات ما أقول؛ فأنت تعلمين أني صادق الوعد والوعيد.
فسألته: وما همك من هذه المساعي؟
قال: أن أثبت لك أني قادر على أن أجعلك مسرورة أو حزينة، محبوبة أو مكروهة، سعيدة أو شقية. والآن فاعلمي أني أهواك.
فاحمر وجه المركيزة من الغضب وقالت لمحدثها: إنك لتهينني ...
ناپیژندل شوی مخ