دعایه ته لاره مؤمنینو ته

ابو اسحاق ابراهيم اطفيش d. 1385 AH
88

دعایه ته لاره مؤمنینو ته

الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش

ژانرونه

وإن تعجب فعجب قول القائل (المسكين ) إن الاشتغال بالإنشاء والفصاحة والبلاغة مناف لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) كلام يضحك الثكلى ، لا ينبس به من له أدنى إلمام بالعلم ، ولا أدل على خذلان المرء من صرفه عن التجمل ( سيد الوجود ) - عليه الصلاة والسلام - تلك الطريقة المثلى والسنة الغراء التي يجب أن تسلك في التعليم حتى يكون له تأثير في الآداب ووقع في النفوس يظهر آثرهما بفوز المتعلمين وسعادتهم في معارفهم ، وذلك لايكون إلا متى كانت نفوس العلماء المعلمين متشبعة بروح الإخلاص لله والإخلاص للدين والأمة ، وهذه الصفات السامية تكون في النفوس الطاهرة ، أما النفوس المتهالكة في الذاتيات والإعراض عن الله وصرف الوقت في غيبة ونميمة وهتك أعراض وتتبع عورات الناس ونصب نفسها ميزانا مرجحا لأحوال الناس ، والاسترسال في الطعن فيمن انتقد مفسدة منهم أو ظهر برأي سديد ، والسعي في الإيقاع بالأبرياء واصطناع الخائنين ومعارضة الإصلاح خذلانا وإنفاق الأموال في سبيل الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، والتخوف من سياسة الظلم والإرهاق ظاهرا وتأييدها باطنا وإثارة الحمية الجاهلية وإساءة الظن بذوي الخير والإخلاص والسعاية بهم ، وأمثال هذه الضلالات والموبقات التي شقيت بها شعوب وبأصحابها فما هي إلا بلاء وفتنة وشقاء .

اللهم إنا نستعيذ بك من الجهل وخدعة المذلة ومن بوادر الحمق المضلة ، ونسئلك السعادة بعقل رادع يستقيم به من زل وعلم نافع يستهدي به من ضل ) .

تلك النفوس لا تنفث في أفكار المتعلمين إلا سموما قاتلة وجراثيم فاتكة ، ولا تزيد مواهبهم إلا قتلا ومسخا ولا أخلاقهم إلا فسادا .

مخ ۹۱