وعند آخرين هي الإسلام ، واستدلوا لقولهم بقوله تعالى { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ( الروم / 30) ومنهم من يرى هي استعدادها للخير والشر ، ومنهم من يرى هي هيي استعدادها للخير والشر ، ومنهم من يرى هي خلوها منهما ، ومنهم من يرى أنها الشر
ويستدلون برأي أبي الطيب المتنبي (1) في قوله :
( والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم )
ورأي المعري(2) في قوله :
( وفضيلة النوم الخروج باهله
من عالم هو بالأذى مجبول)
وقوله :
( ومن جرب الأقوام أوسعهم ثلبا )
وبعض أنصار هذا الرأي يقول إن الطبع الإنساني متى وكل إلى نفسه ولم تحفظه العصمة الإلهية وترشده الهداية الربانية التبست عليه الأمور وكان إلى الشر أميل منه إلى الخير وأطوع إلى صولة الأول منه إلى سلطة الثاني ، ولذلك وجب حياطة الناس بما صدر عن سنة خيرة الخلق المعصومين المطهرين وما جاؤا به من الحكمة المبينة لجميع الخيرات بأصدق القول وأبلغ الكلام .
وللقائلين بأن الفطرة استعداد النفوس للخير والشر أدلة منها قوله سبحانه : { فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } ( الشمس / 8- 10) فقد افادت الآية أن إلهام الله للنفس عقب تسويتها والفلاح لمن طهرها من المعاصي ولم يدنس صفاءها الفطري بشيء من الرذائل والخيبة لمن دسسها بالمعاصي ،ويأيد هذا قوله عز شأنه : { وهديناه النجدين } ( البلد / 10)أي بينا له طريقي الخير ، وكذا قوله تعالى : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } (الإنسان / 3) إلا أنك إذا تأملت جيدا تجد ترجيح رأي القائلين بأن الفطرة ميل النفس إلى الخير والاستعداد له للحديثين الشريفين ( خلقت هذه القلوب حنيفية ) و( كل مولود يولد على الفطرة ) .والقائلون الفطرة هي الإسلام يستدلون بالآية المتقدمة ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) أي ألزم فطرة الله وهي الاعتراف لله بالوحدانية فإنها الدين القيم لا تغيير لها أولا تغيرها ،
مخ ۶۱