والمشادة (١)، وعدم الاستقرار السياسي والديني.
وقد ضاقت هذه الدولة ذرعًا بما رأت من قيام الدعوة السلفية، وما آلت إليه بفضل الله وتوفيقه لآل سعود بنصرتها، وكذلك ما كانوا يرونه من توسع آل سعود، وبسط سيطرتهم على نجد والحجاز وغيرهما، وجعلها تحت شعار الاعتراف بوحدانية الله؛ مما جعلهم يفكرون في غزوهم (٢) .
فأجمع الترك على المسير إلى الحجاز، وجمعوا لذلك آلات الحرب والأموال والذخائر من طعام
وغيره، وأرسلوها -مع العساكر من إسطنبول وما دونها من الشام- إلى محمد بن علي (٣)
-صاحب مصر- الذي وكِّل إليه مهمة القتال، كل ذلك تحت إمرة السلطان
محمود بن عبد الحميد (٤)، وكان ذلك عام (١٢٢٦هـ) (٥)، وهو الذي
_________
(١) انظر: أعيان القرن الثالث عشر، في الفكر والسياسة والاجتماع، تأليف خليل مردم بك، تقديم عدنان مردم بك، مؤسسة الرسالة، ط/٢، ١٩٧٧م لاى، ص١٠٢-١٠٣. الدرعية، لابن خميس، ص٢٣١.
(٢) انظر المرجع السابق، ص٢٨٠-٢٨٢؛ وتاريخ المملكة العربية في ماضيها وحاضرها، ص١١٨-١١٩ وما بعدها.
(٣) هو محمد بن علي (باشا) ابن إبراهيم أغا بن علي، معروف بمحمد علي الكبير، مؤسس آخر دولة ملكية بمصر، ألباني الأصل، مستعرب، ولد في قولة -التابعة الآن لليونان، عام (١١٨٤هـ)، ولي مصر سنة (١٢٢٠هـ)، انتدبته الدولة العثمانية لحرب الدولة السعودية الأولى، فكانت له معهم وقائع معروفة، وشارك في حرب (مورة)، جعلت له الدولة العثمانية حكم مصر وراثيًا سنة (١٢٥٧هـ)، واعتزل الأمور لابنه إبراهيم (باشا) سنة (١٢٦٤هـ)، توفي بالإسكندرية في قصر رأس التين، ودفن بالقاهرة سنة (١٢٦٥هـ) .
انظر: ترجمته: أعيان القرن الثالث عشر، خليل مردم بك، ص١١٥-١٢٠؛ وحلية البشر، ٣/١٢٤٠هـ؛ والأعلام للزركلي، ٦/٢٩٨-٢٩٩.
(٤) هو السلطان محمود خان (الثاني) ابن عبد الحميد (الأول)، وهو السلطان الثلاثون، من سلاطين آل عثمان تبوأ السلطنة العثمانية سنة (١٢٢٣هـ) . توفي سنة (١٢٥٥هـ) . أعيان القرن الثالث عشر، لخليل مردم بك، ص١٠٢، ١٠٩.
(٥) انظر تفاصيل ما وقع من الحروب في تلك الفترة: عنوان المجد لابن بشر، ١/١٥٧-١٦١.
1 / 27