وعلى هذه الشاكلة تجد القواعد المذكورة في الكتاب قواعد فقهية مشهورة، قد سبق ذكرها في كتب المتقدمين والمؤلفين في هذا العلم قبل ابن نجيم، وكان من عمل المؤلف انتقاؤها وتنسيقها تنسيقا جديدا وربطها بفروع فقهية كثيرة في المذهب الحنفي.
وبما أن الكتاب احتوى على ذخيرة ثمينة ومادة دسمة من فروع المذهب، أكب عليه علماء المذهب درسا وتدريسا، وتتابعت في فترات مختلفة تعليقات وشروح تخدم هذا الكتاب.
ويقف الباحث مدهوشا حائرا أمام تلك الأعمال، فقد أربى عددها على خمس وعشرين، ما بين شرح للكتاب واستدراك عليه، وهي:
1 - «تنوير البصائر على الأشباه والنظائر»،لشرف الدين الغزي (1005ه):
المؤلف: هو عبد القادر بن بركات بن إبراهيم، ويقال له ابن حبيب، فقيه حنفي، عارف بالتفسير والعربية وله مؤلفات في الفقه منها: هذا الشرح.
لقد ذكر المؤلف في مقدمة الشرح أنه استدرك على المؤلف بعض الاستدراكات ونبه على بعض المسائل المهمة التي فاتت المؤلف أن يتناولها.
2 - «غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر» للحموي (1098ه):
المؤلف: هو أحمد بن محمد الحموي، الحنفي، الفقيه الأصولي، درس بالقاهرة ودرس بها، علا شأنه واشتهر ذكره لمشاركته في علوم كثيرة، وتخرج به العلماء الكثيرون. له مؤلفات في الأصول، والفقه، وعلوم اللغة، منها: شرح الكنز، وحاشية الدرر والغرر في الفقه، ودرر العبارات وغرر الإشارات في البلاغة.
وهذا الشرح الذي نحن بصدده من أدق الشروح على الأشباه والنظائر، تجد كلامه كالمناقش عند التعقيب والاستدراك. وذلك مما يدل على نبوغ المؤلف، وثقابة نظره، وباعه الطويل في ... الفقه والأصول.
وهذا الشرح متداول ومشهور بين الناس لما فيه من الدقة والتحقيق. ويدل على ذلك نقل الإمام أبي السعود منه بكثرة في مخطوطنا عمدة الناظر.
3 -
مخ ۶۱