يأتي الجوهر الحقيقي لأهمية أصول الفقه من موضوعه إذ أن موضوعه يبحث في الأدلة الشرعية كإثباتها للأحكام ودلالتها عليها ناهيك عن معرفة أقسام هذه الأدلة، وتقديم بعضها على بعضها الآخر أثناء تعارضها، وأهمية قواعد أصول الفقه آتية من كونها مستمدة من القرآن
الكريم ومن السنة النبوية الشريفة مع اعتماد تلك القواعد على سحر قواعد العربية وجماليات بيانها وبلغتها، وعلم الأصول باستناده على كل ما سلف ذكره لايعني أن ما ذكرناه من صلب أبحاثه وإنما يرتكز عليها مستعينا بها فقط ليتوصل إلى إثبات ما أقره من قواعد وضوابط وأصول، والغاية المنشودة من علم أصول الفقه تتجلى فيما يلي ذكره:
1 - معرفة كيفية استنباط الأحكام الشرعية لأفعال المكلفين من المصادر التشريعية، فبواسطة بحوثه وتطبيق قواعده وضوابطه على نصوص الكتاب والسنة يتوصل إلى الأحكام الشرعية التي تدل عليها.
2 - علم الأصول يعلم القاضي أو المفتي كيف فهم الأئمة الأحكام وأخذوها من أدلتها وتوصلوا إلى استنباطها حتى يتمكن هؤلاء من تخريج المسائل الحادثة جديدا بناء على ما استنبطه الأئمة واستخرجه من تلك القواعد والضوابط من أحكام، وليتمكنوا أيضا من ترجيح الآراء عند تعددها أو تعارضها.
3 - إن علم الأصول مع تفاعله بالبحوث التي يستعين بها، وما ينتج عن ذلك من قواعد وضوابط يتوصل إلى استنباط الأحكام للحوادث التي لم يرد فيها نصوص مصادر التشريع الأخرى.
مخ ۲۲