281

============================================================

وأما الأول: فمنه أنهما لما أتيا الغار تقدم أبو بكر لدخوله مخافة أن يكون فيه ما يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم - فيتلقاه بنفسه، ثم لما لم ير شيئا حمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأدخله الغار، وكان فيه خرق فخشي أن يخرج منه ما يؤذي البي صلى الله عليه وآله وسلم-، فألقمه قدمه؛ فجعلت الحيات تضربه، وجعلت اال دموعه تنحدر، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا(1).

عليه وسلم: بينكما ما بين كلمتيكما. انظر: تخريج أحاديث الإحياء، للحافظ العراقي- المجلد الأول - كتاب أسرار الزكاة - الحديث رقم: 1.

وروى الترمذي في سننه عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق ووافق ذلك مالأ عندي، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، جئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت، أبقيت لهم، قال: ما أبقيت لهم؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر!

ما أبقيت لأهلك؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت : لا أسبقه إلى شيء أبدا. سنن الترمذي كتاب مناقب أبي بكر الصديق رقم 3757 وقال حسن صحيح . ورواه الدارمي، وأبو داود.

انظر: كنز العمال للمتقي الهندي - المجلد الثاني عشر- فضل الصديق رضي الله عنه.

الحديث رقم: 35611.

(1) أخرج البيهقي في الدلائل، وابن عساكر عن ضبة بن محصن العبري قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنت خير من أبي بكر، فبكى وقال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال: قلت : نعم يا أمير المؤمنين.

قال: أما ليلته، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة، خرج ليلا 299

مخ ۲۸۱