فصل [في أن الله لا يفعل ما هو مفسدة] فإن قيل: فهل ربك يفعل لعباده (1) ما هو مفسدة؟
فقل: كلا، بل لا يفعل إلا الصلاح، ولا يبلوهم إلا بما يدعوهم إلى الفلاح، سواء كان ذلك محنة أو نعمة، لأنه تعالى لا يفعل إلا الصواب والحكمة كما تقدم، فإذا أمرضهم وابتلاهم أو امتحنهم بفوت ما أعطاهم، فلا بد من اعتبار المكلفين (2)، ليخرج بذلك عن كونه عبثا، وقد نبه على ذلك بقوله تعالى: * (أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا هم يتوبون ولا هم يذكرون) * [التوبة: 126]، ولا بد من العوض الموفي على ذلك بأضعاف مضاعفة، ليخرج بذلك عن كونه ظلما، وقد ورد ذلك في السنة كثيرا، والغرض الاختصار (3).
مخ ۳۶