العقد التليد في اختصار الدر النضيد

ابن موسی موقت دمشقي d. 981 AH
77

العقد التليد في اختصار الدر النضيد

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

پوهندوی

الدكتور/ مروان العطية

خپرندوی

مكتبة الثقافة الدينية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

راجعون، ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثمان مسائل! فقال: يا أستاذ لم أتعلم غيرها، ولا أحب أن أكذب، فقال: هات هذه الثمان مسائل حتى أسمعها، فذكرها، والقصة مشهورة في كثير من الكتب١ وهي مشتملة: الأولى على محبة الحسنات، والثانية على مدافعة هوى النفس، والثالثة على الصدقة، والرابعة على النسبة للتقوى، والخامسة على ترك الحسد، والسادسة على مصادقة الخلق وعداوة الشيطان، والسابعة على ملازمة الطاعة وترك الذل للخلق بسبب المعيشة، وترك الحرام، والثامنة على التوكل على الله تعالى؛ فقال شقيق بعدما قرأ حاتم الثمان مسائل: يا حاتم وقفك الله، إني نظرت في علم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فرأيته يدور على هذه الثمان مسائل، اللهم توفيقا للعمل الصالح واجتنابا للطالح. ومنها: أن يكون اهتمامه بعلم الباطن، ومراقبة القلب، ومعرفة طريق الآخرة وسلوكه، وصدق الرجاء في انكشاف ذلك من المجاهدة والمراقبة، فإن المجاهدة تفضي إلى المشاهدة في دقائق علوم القلب، وتنفجر منه ينابيع الحكم الخارجة عن العد والحد من طريق مفتاح الإلهام، ومنبع الكشف لا بالكتب المدونة، فكم من متعلم طال تعلمه ولم يقدر على مجاوزة مسموعه بكلمة، وكم من مقتصر على المهم في التعلم فتح الله عليه من لطائف الحكم ما تحار فيه عقول ذوي الألباب؛ ولذلك قال ﷺ: "من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم"٢، وفي بعض الكتب٣ السالفة: يا بني إسرائيل لا تقولوا: العلم في السماء من ينزل به، ولا في الأرض من يصعد به، ولا من وراء البحار من يأتي به، العلم محصور في قلوبكم، فتأدبوا بين يدي تأدب الروحانيين، وتخلقوا إليَّ تخلق الصديقين أظهر العلم من قلوبكم حتى يغطيكم ويغمركم.

١ انظر هذه القصة في حلية الأولياء ٨/ ٨٢-٨٣. ٢ انظر كشف الخفاء ٢/ ٣٤٧، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٩، وفيض القدير ٤/ ٣٨٨. ٣ فيض القدير ٤/ ٣٣٨.

1 / 95