العقد التليد في اختصار الدر النضيد

ابن موسی موقت دمشقي d. 981 AH
67

العقد التليد في اختصار الدر النضيد

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

پوهندوی

الدكتور/ مروان العطية

خپرندوی

مكتبة الثقافة الدينية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

فيه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم١، وينبغي إذا تُلي٢ القرآن أن يتفكر في معانيه وأوامره ونواهيه، وليحذر من نسيانه بعد حفظه، وأن يقرأ القرآن في كل سبعة أيام٣، فهو ورد حسن، ويقال: من قرأ القرآن في كل سبعة أيام لم ينسه قط٤، وأن يكون له ورد راتب كل يوم لا يُخل به. ومن الآداب: التنظيف بإزالة الأوساخ، وقص الأظفار، وإزالة الشعور المطلوب زوالها، واجتناب الروائح الكريهة، وتسريح اللحية، وليجتهد في الإخلاص في التوبة والدوام عليها من الأفعال الذميمة٥، وليلازم الأفعال الحميدة الظاهرة والباطنة، والمقامات العلية، والأحوال السنية، وأعلاها محبة الله الجامعة لكل فائدة، المجنبة لكل خصلة فاسدة، وكذلك محبة رسوله ﷺ واتباعه، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ الآية [آل عمران: ٣١] . ومنها: أن يطهر٦ نفسه من الخبائث الباطنة، من مساوئ الأخلاق ومذموم الأوصاف؛ كالحسد والرياء والإعجاب واحتقار الناس والغل والبغي والغضب لغير الله والغش إلى غير ذلك من تعدد أوصاف خبائث النفس، فكما لا تصح الصلاة التي هي وظيفة الجوارح إلا بتطهير الأحداث والأخباث، فكذلك لا تصح عبادة الباطن إلا بعد طهارته من خبائث الأخلاق، قال النبي ﷺ: "بني الدين على النظافة"٧، والقلب منزل الملائكة، ومهبط أثرهم، وقال

١ تذكرة السامع والمتكلم ص٢٢. ٢ انظر فضائل القرآن لأبي عبيدة القاسم بن سلام ص١١١-٢١٥ "بتحقيقنا". ٣ انظر فضائل القرآن لأبي عبيد ١٧٧ "بتحقيقنا"، وجمال القراء للسخاوي ١/ ١٨٩ "بتحقيقنا". ٤ قلت: وهذا أصل ابتداع السبع الحسن. ٥ الجار والمجرور في قوله من الأفعال الذميمة متعلق بالمصدر، وهو إخلاص، أي في إخلاص التوبة من الأفعال الذميمة ولا يكون متعلقا بالدوام فيفسد المعنى. ٦ تذكرة السامع والمتكلم ص٢٣-٢٤. ٧ المصنوع للقارئ ١/ ٧٧، وكشف الخفاء ١/ ٣٤١.

1 / 85