230

العقد التليد في اختصار الدر النضيد

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

ایډیټر

الدكتور/ مروان العطية

خپرندوی

مكتبة الثقافة الدينية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

قال الشيخ، أو قال المصنف، ثم يشرع في كتابة ما صنفه المصنف، وإذا فرغ من كتابة الكتاب أو الجزء فليختم الكتابة بالحمدلة والصلاة على رسول الله ﷺ وليختم بقوله: آخر الجزء الأول أو الثاني مثلا ويتلوه كذا وكذا١ إن لم يكن أكمل الكتاب، فإن أكمله فليقل: تم الكتاب الفلاني، ففي ذلك فوائد كثيرة، وكلما كتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم مثل: تعالى، أو سبحانه، أو ﷿، أو تقدس، أو تبارك، ويتلفظ بذلك، وكلما كتب اسم النبي ﷺ كتب بعده الصلاة عليه والسلام٢، وجرت عادة السلف والخلف بكتابة صلى الله عليه وسلم٣، ولعل ذلك لموافقة الأمر في الكتاب العزيز في قوله٤: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا﴾ [الأحزاب: ٥٦]، ولا يختصر الصلاة في الكتابة، ولا يسأم من تكريرها كما يفعله بعض المحرومين من كتابة: صلعم أو صلع أو صلم أو صم أو صلسلم، فإن ذلك مكروه٥ كما قال العراقي ويقال: إن أول من كتب صلعم قطعت يده٦، واعلم أن أجر كتابة الصلاة بكمالها عظيم، وهو من أكبر الفوائد العاجلة٧، وإذا مر بذكر أحد من الصحابة كتب ﵁، أو رضوان الله عليه، أو مر بذكر أحد من الأئمة لا سيما الأعلام وهداة الإسلام٨ كتب ﵀، أو

١ تذكرة السامع ١٧٤.
٢ تذكرة السامع ١٧٥.
٣ تذكرة السامع ١٧٥.
٤ تذكرة السامع ١٧٦، وانظر أيضا الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٤١٩.
٥ هذا الاختصار فيه إساءة الأدب، وترك الأفضلية؛ لأن الصلاة على الحبيب المصطفى ﷺ منصوص عليه، والسلام عليه مسنون، ولأنه من حقه ﷺ على المؤمنين، ولأن ثواب ذلك عائد إلى المسلمين، فكيف يختصر الصلاة عليه وهو بالمؤمنين رءوف رحيم، وترجى شفاعته يوم الدين، وتملى صلاته في أوان حياته وبعد الممات، وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث ولا أكتب "وسلم"، فرأيت النبي ﷺ في المنام فقالي: أما تختم الصلاة عليَّ في كتابك؟!
٦ انظر تدريب الراوي ٢/ ٧٧.
٧ شرح صحيح مسلم ٢٩٥-٢٩٦ مقدمة، وتذكرة السامع والمتكلم ١٧٥-١٧٦.
٨ تذكرة السامع ١٧٧.

1 / 255