العقد التليد في اختصار الدر النضيد

ابن موسی موقت دمشقي d. 981 AH
103

العقد التليد في اختصار الدر النضيد

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

پوهندوی

الدكتور/ مروان العطية

خپرندوی

مكتبة الثقافة الدينية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

ومن ذلك إذا فرغ من شرح درس فلا بأس بطرح١ مسائل تتعلق به على الطلبة، وإعادة ذكر ما أشكل منه؛ ليمتحن بذلك فهمهم وضبطهم لما شرحه لهم. فمن ظهر استحكام فهمه شكره، ومن لم يفهم تلطف في إعادته، والمعنى: أنه ربما استحى من قوله: لم أفهم، وسبب هذا: إما رفع كلفة الإعادة على الشيخ، أو لضيق الوقت، أو حياء من الحاضرين، أو كي لا تتأخر قراءة بعضهم بسببه؛ ولذلك قيل٢: لا ينبغي للشيخ أن يقول للطالب: هل فهمت؟ إلا إذا أمن من قوله نعم قبل أن يفهم، وينبغي للشيخ٣ أن يأمر الطلبة بالمرافقة في الدروس، وإعادة ما وقع من التقرير بعد فراغه ليثبت في أذهانهم، وإذا فهم الشيخ فائدة من البعض في البحث وإن كانت من صغير فينصفه بها، ويشكره عليها، فإن ذلك من بركة العلم، ولا يظهر الشيخ للطلبة تفضيل٤ بعضهم على بعض لا سيما إذا تساووا في الصفات: من سن أو فضيلة، أو تحصيل أو ديانة، فترجيح بعضهم على بعض مما يوغر الصدور، فإذا ظهرت فضيلته يثني عليه في حد ذاته من غير تصريح بأن فلانا أفضل من فلان، فاعلم ذلك. ومن ذلك أن يقدم في التعليم٥ الأسبق فالأسبق إذا ازدحموا، ولا يقدمه بأكثر من درس إلا برضى الباقين، ويختار إذا كانت الدروس في كتاب واحد باتفاق منهم وهو المسمى بالتقسيم أن يبدأ في كل يوم بدرس واحد منهم، فإن الدرس الأول ربما حصل فيه من النشاط والتقرير ما لا يحصل في الباقي إلا إذا

١ تذكرة السامع والمتكلم ص٥٣. ٢ تذكرة السامع والمتكلم ص٥٣. ٣ تذكرة السامع والمتكلم ص٥٤. ٤ تذكرة السامع والمتكلم ص٥٩. ٥ كتاب العلم للنووي ص٩٧.

1 / 121