وأما قولك عفا الله عنا وعنك إنما قصدت بذلك وجه الله، فقد سبقك من تلا: {وعجلت إليك رب لترضى}[طه:84] ما قصد علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه من لعن أبي موسى بعد الفرائض على رؤوس الأشهاد، ولقد روى الحاكم بسنده إلى الناصر الحسن بن علي الأطروش عليه السلام بسنده إلى أبي مريم الحنفي قال: كنت أصلي خلف أبي موسى بالكوفة فلما صلى يوما الفجر قال: قدم الليلة رجل من خيار أصحاب محمد صلى الله عليه وآله عمار بن ياسر، فمن أحب أن ينطلق معي فليفعل فإن له حقا، فانطلقنا ودخلنا عليه وسلمنا وسلم أبو موسى فما سمعناه رد، ثم كان أول كلامه أنه قال: يا عبد الله بن قيس أنت المثبط الناس عن علي، وأنت الذي تقول: اقطعوا أوتار قسيكم، ويلك فمن يضرب خراطيم الفتن، وأين قول الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}[البقرة:193] وأنت القائل: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ستكون فتنة النائم فيها خير من اليقضان))، ويلك يا عبد الله بن قيس أما سمعت رسول الله يقول: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) وأنا أشهد أنك كذبت على رسول الله، قال: فرأيت أبا موسى يتقرع كما يتقرع الديك وقام وخرج.
وأخرج الطبراني في الكبير عن سويد بن غفلة قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((سيكون في هذه الأمة حكمان ضالان ضال من اتبعهما)) فقلت: يا أبا موسى انظر لا تكون أحدهما قال: فوالله ما مات حتى رأيته أحدهما، قال: وفي رواته مجهول. ا ه.
مخ ۷۸