وبعد أن أتموه أمر أن يفرشوه بنفيس الفرش وتنقش حيطانه بأحسن النقش، فكان جامعا عظيم المنال يزهو كالهلال، وكان مكتوبا على بابه بالذهب: هذا جامع الأمير حسن الهلالي سيد العرب ...
وبالطبع ما يزال جامع السلطان حسن من معالم القاهرة إلى اليوم.
وواصل الهلالية طريقهم عبر صعيد مصر للإفراج عن أسراهم الأمراء الثلاثة يونس ومرعي ويحيى.
محابيسهم عند الزناتي خليفة.
لهم عنده مدة سبعة أعوام ...
بما يشير إلى أن رحلتهم ومنذ تجميع فلولهم وخروجهم من نجد إلى وادي الرافدين والعراق الأعلى وحروبهم ضد بقايا الفرس وتسلطهم، ثم نزولهم إلى فلسطين وحلب ودمشق لحين دخولهم مصر ثم الوصول إلى تونس قد استغرق سبع سنوات ...
وبعد تلك الرحلة المضنية وما صاحبها من أخطار وفتوحات، لم يغفل الهلاليون عن عقد تحالفاتهم مع البلاد المفتوحة؛ ضمانا لتأمين ظهورهم وإرساء لضرائعهم وتعاليمهم التي لا تخلو من سماحة.
ومرورا بصعيد مصر أو مصر العليا، رحب بهم حليفهم - الذي سبق لأبي زيد زيارته - الأمير «ماضي بن مقرب» الذي وقع من فوره صريعا في حب الأميرة الجازية وحاول الزواج منها وهي في طريقها كقائدة للهلاليين إلى الحرب.
فكتب إلى السلطان حسن بن سرحان منشدا:
نحن نعرف يا أمير مكارمك
ناپیژندل شوی مخ