بينما فرت الجازية بأبناء الشهداء وفرسان الهلالية وبني دريد وبني الزحلان ليلا، تمهيدا لتحين الأخذ بالثأر الذي دارت عجلته الدامية على رءوس الهلاليين.
وتكدر دياب بن غانم حين لم يلحقهم فرسانه الذين أرسلهم في أعقابهم وعادوا دون أثر.
إلا أن عين دياب لم تغفل عن الجازية ودورها التحريضي في رعاية أبناء شهداء بني هلال الذين أودى بهم دياب، خاصة السلطان حسن وأبا زيد الهلالي.
وهو بالطبع ما اضطلعت به الجازية في حمايتهم وتربيتهم على الأخذ بثأر آبائهم، مثل إيزيس حين خبأت ابنها حورس المنتقم لأبيه في أحراش الدلتا.
بل هي أولت رعايتها الكبرى هنا للأمير بريقع ابن أخيها الأكبر السلطان حسن مع أبناء أبي زيد.
ولقد حاول دياب مد أياديه الطولى لاغتيال «جيل اليتامى» هذا بالحيلة والمكيدة، وكان ذلك ذات عيد أولم فيه دياب وليمة كبرى وجمعهم وأعمل سيوف فرسانه فيهم، إلا أن «بريقع» نجا بفرسانه من تلك الوليمة المسمومة.
فبعث إليه خاله دياب يتهدده بالحرب والقتال، حتى إذا ما وقعت تلك الحرب الانتقامية قتل دياب فيها الأميرة الجازية.
إلا أن بريقع ابن السلطان حسن استجمع من جديد قواته انتقاما لمقتل عمته القائدة الجازية، ونازل دياب الذي سخر منه في البداية قائلا: مرادي أن أقاتلك بلا درع، وعلى كديشة بدلا من الخضرا!
وهكذا أصر دياب على منازلة بريقع بلا درع وليس معه سوى السيف والترس، مما أغضب بريقع الذي صمد له طويلا إلى أن تمكن منه بطعنة نجلاء، فسقط يتنهد ألما من هول جراحه منشدا:
مقالات الزغبي دياب بن غانم
ناپیژندل شوی مخ