ولما وصل الخبر إلى أبي زيد في الأندلس، شد من فوره الرحال إلى السلطان حسن، فسلم عليه ورحب به غاية الترحيب، ثم سأله أبو زيد عما فعل، فقال السلطان حسن: ما عملت مع دياب إلا سجنه، فإن كنت قتلت أولاد عمه وإخوته، فإنه سبق أن قتل أخي وخطيبة مرعي الأميرة سعدى، وجرح قلبي عليهما، فقابلته بمثل ما قابلني، وجرحت قلبه عليهم .
ثم إن السلطان بعث بألف فارس إلى تونس وأمرهم أن يحضروا له خزائن تونس، وسلاح دياب، وأثاث بيته، وكل ما في قصور الزناتي يحضروه، فحالا ذهبوا وأحضروا ما أمرهم به السلطان حسن الهلالي.
وحدثت أحداث جسام، منها اغتيال الأمراء الهلاليين كلا من العدنانيين وبني زغبة الجنوبيين.
أما دياب فحاول جاهدا التوسل لفك أسره دون جدوى:
تجازيني بالحبس يا سيد الملا
وقد صار لي بالحبس سبع أعوام.
إلى أن تشفع له أبو زيد لدى السلطان، وساعدته نساء بني هلال في الإفراج عنه.
وهكذا أفرج عنه السلطان في موكب مهين لفارس كدياب، وهدده بإعادته إلى السجن مرات على مشهد من أولاد الإمارة والنساء الهلاليات. - ويلكم بدياب! أمسكوه وإلى السجن ردوه.
هنا أخذ دياب يرتجف مظهرا الخوف الشديد، فسقط على الأرض مغشيا عليه كمن قارب الموت.
وهنا تدخل أبناء الإمارة متوسلين السلطان الإفراج عن دياب المحتضر الغائب عن وعيه لا يدري ما يقول، فأمر السلطان بإدخاله بدار الحريم عند أخته نوفلة التي هي زوجة السلطان.
ناپیژندل شوی مخ