136

مما أوغر قلب السلطان حسن ضده ودفع به إلى اللجوء إلى المكيدة والحيلة للإيقاع به عن طريق خدعة «المأدبة المسمومة»، حين استدعاه ومعه عيون وفرسان بني زغبة.

وكان دياب مرتديا جبة من الحرير الأخضر وشالحا على كتفيه عباءة حمراء اللون، وعلى رأسه عمامة من البرفيل والأرجوان. وحين دخلوا على السلطان حسن رحب بهم بالغ الترحيب، وجلس دياب على كرسي من العاج كأنه الذهب الوهاج ومن حوله قومه.

وبعد ترحيب السلطان بدياب وقومه، وكذلك ترحيب زوجته الأميرة نوفلة بأخيها، صفق السلطان فدارت القهوة العربية والشراب والكأس، وأحضر مائدة من الطعام مصحوبة بألف فارس ضرغام. أجلسوا على المائدة، وحين مدوا أياديهم كانت المناسف مغطاة، فرفع دياب الغطاء عن المنسف ووجده فارغا من الطعام، وفيه قيود من الحديد، فقال الأمير دياب: ما هذا يا حسن؟

فردد الجميع: الواجب أن تتقيدوا إلى السلطان بالطاعة ولو ساعة.

فعندها وضع دياب القيد برجليه، وفعلت باقي الإمارة كفعله.

وبينما هم كذلك، اندفعت فرسان «بني حديد» إلى داخل المكان وبأيديهم الخناجر والسيوف.

فصار دياب كالملهوف بعد أن تبين خدعة المائدة المسمومة أو المائدة الفخ.

وأمر السلطان حسن الهلالي بنصب المشانق، فذبحوا ستين أميرا من بني اليمنيين، والبقية أمر بشنقهم.

أما الأمير غانم والد دياب فكاد أن يلفظ أنفاسه من هول ما يقع.

وأمر السلطان بإبقاء دياب ووالده غانم في الأسر، طالما أنهما مأسوران بلا سلاح.

ناپیژندل شوی مخ