فتهاوت سعدى تهذي بمأساتها عن آخرها وما حدث لها مع الهلالية وعشقها لمرعي الذي أضناها، وهي تلفظ كمثل فرسه أنفاسها الأخيرة.
حتى إذا ما وصل إليها أبو زيد الهلالي وفي أعقابه السلطان حسن الهلالي، ترجل أبو زيد عن حصانه وجرى إليها فأخذها بين ذراعيه محتضنا، وهي تنشد بصوت متحشرج حبيس آخر مراثيها تنعي عشقها الدفين لمرعي الذي أذلها إلى حد الموت:
أنا كنت أسعد الناس جميعها
شبه القمر إن بان تحت غمام
فلما أتى أبو زيد للمغرب رادها
ومعه إمارة خيرين كرام
جاءوا إلى سلطان قابس في الضحى
وأبو زيد من سهر الليالي نام
أتوهم عبيد السوء وقفوا حولهم
وهم ساحبين خناجر وحسام
ناپیژندل شوی مخ