133

أزوجها أنا مرعي بأحسن جاه

وهي يتيمة يا دياب بن غانم

أبوها قتلته أنت بوسط فلاة.

وما إن فرغ السلطان من إنشاده حتى انفجر دياب بن غانم محتدا غاضبا من هول وغرابة ذلك الاهتمام الكبير من جانب سلطان الهلاليين وفارسها الأول بمجرد فتاة خانت والدها، ومن خان والده خان قبائله ووطنه، ومن هنا فلا خير فيها سوى القتل المحقق.

ومن الجانب الآخر استمر غضب السلطان حسن وأبي زيد من منطق دياب لفتاة هي في موقع خطيبة إن لم تكن زوجة ابنه مرعي الجريح، قائلا في سماحة ورجاء: فأنت خاله قبل أن أكون أنا والده.

إلا أن دياب المتجبر الحاقد أصر على منطقه بأن سعدى التي خانت أباها لا خير يرجى فيها، ومن ثم يحق قتلها.

وحسما للنزاع اقترح أبو زيد واقعة - أو لعبة - فروسية غربية قديمة، حيث توضع فيها سعدى في مكان بعيد في آخر الميدان المتصدر لقصر أبيها الزناتي - الذي استولى عليه دياب - ثم يركبون ثلاثتهم خيولهم في أول الميدان قبل أن يطلقوا الأعنة، ومن يصل إلى حيث سعدى أولا تكون ملكه ويأخذها حليلة.

وما إن وافقوا ثلاثتهم حتى اتفقوا على اليوم التالي مع مطلع النهار، ثم أحضروا سعدى إلى الميدان وأوقفوها في آخره.

وما إن أعطيت شارة البدء حتى خرجوا وكأنهم نشاب، وكان دياب راكبا الشهباء ابنة الخضراء وكانت أمهر من أمها، فاندفعت إلى المقدمة وأبو زيد في أعقابه، وكانت المسافة مقدار ساعة، وما إن وصل دياب إلى حيث تقف سعدى حتى بادرته سعدى بما سبق أن أخبرها به أبو زيد: أنا أختك يا دياب.

وهنا تزايد حنق دياب بن غانم من مضمون كلامها، فشهر من فوره حسامه وجرحها جرحا بليغا أوداها طريحة.

ناپیژندل شوی مخ