لذا رأى الزناتي في خطة ابن أخته العلام بن هضيبة خير مخرج من أزمته وهواجسه المتزايدة التي أصبحت تصاحبه ليل نهار.
وموجز تلك الخطة أن الهجوم خير الطرق وأبسطها إلى تحقيق الأمان المفتقد، ولو استدعى الأمر اللجوء إلى الحيلة والكمائن، التي اضطلع بها هذه المرة الزناتي نفسه ضد دياب بن غانم في منفاه بوادي الغباين.
وهكذا ارتفعت مكانة العلام في نظر خاله خليفة الزناتي، إلى درجة دفعت بالأخير إلى الإنصات إليه وإلى خططه وكمائنه الأفعوانية، سواء في مجال الحرب والمنازلة أو السياسة وما تتطلبه من إيقاع خاص لزيادة التفرقة والانقسامات بين صفوف التحالف الهلالي، وهي الانقسامات التي عادة ما تقضي إلى الهزائم والسقوط المتوالي لقادة فيالقهم وفرسانهم وأمرائهم.
ومن هنا ارتفع عدد القتلى والضحايا لرءوس قادة الهلاليين التي كانت تجز بسكين العلام أو الزناتي ذاته عن جثتها، لتمتلئ أماكنها على طول بوابة تونس وقلاعها حيث ترقص جماهير التونسيين في زهو مغنية بأمجاد الزناتي أبي سعدى وحرابه التي عرفت عنه ذات الأربعة والعشرين نصلا.
يقول الزناتي من فؤاد معمر
نيران قلبي زايدات وقادة
أنا الخليفة بالحروب مجرب
لي سيف بالخيل أنا ردادها
ألقى ألوف الخيل ما أنا خائف
أبطال تعرفني بيوم طرادها.
ناپیژندل شوی مخ