واستعر لهيب النزال بين الخفاجا عامر وخليفة الزناتي ثلاثة أيام متصلة، أحرز فيها الخفاجا تفوقا على الزناتي وجنده في كل واقعة، كان يعود بعدها إلى الهلاليين منتصرا كأرجوان أحمر مخضب بالدم.
ولم يجد الزناتي من وسيلة أمامه للإيقاع بالخفاجا عامر سوى اللجوء للحيلة والمكيدة التي دبرها ابن أخته العلام، حين أرسل في أعقابه عقب عودته من إحدى المعارك مظفرا باتجاه جناين الورد فارسا تونسيا يدعى «الخطيب»، فكمن له بين الأشجار وهو متعب واغتاله بخنجره المسموم.
وأنشد الخفاجا عامر مرثيته القومية الكبرى وهو يسلم روحه بين يدى ابنته ذوابة، وفيها يوصي الهلاليين بمواصلة القتال وجمع الشمل العربي من العراق ومصر والمغرب العربي:
يا أيها الطير الذي طار بالفلا
تسعى إلى الدهر الذي بك طالع
تأكل ربيعا بأرض مصر وزرعها
وتبيض بأرض العراق المواضع.
وبموت الخفاجا عامر العراقي حطت الأحزان القاتمة السوداء على الهلالية، ورثته ابنته ذوابة والنساء العامريات، أو نساء بني عامر من عراقيات وفلسطينيات، بأبلغ المراثي والأشعار الجنائزية لذلك الفارس المغتال على بوابات قرطاج السبع.
النساء يحلقن شعورهن استنجادا بدياب
عمت الأفراح في تونس وقلاعها ابتهاجا بذلك النصر الكبير الذي أوقعه الزناتي بالهلالية، بدحره لقواتهم وقتل قادتهم وأمرائهم خارج بوابات قرطاج منذ وصولهم إليها ونزولهم وادي الرشراش.
ناپیژندل شوی مخ