أريد فتاة الجازية أم محمد
هي بنت عمي بغيتي ومرادي .
وعلى الفور قام الماضي - حاكم الصعيد - بتزيين القصر بفاخر الحرير والديباج وأقام الأفراح والزينات.
وهكذا لم يجد الهلاليون بدا سوى تقبل الزواج الذي لم يستغرق سوى ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع استأذن السلطان حسن بالرحيل إلى المغرب العربي، فقامت الجازية تبكي بدمع غزير، فلما زاد عليها الحال سمح لها الماضي بالرحيل، بل هو سار في وداعهم لمدة ثلاثة أيام إلى أن دخلوا الديار الليبية.
وخلال المرور عبر ليبيا وقعت بين الهلالية بضع مشاحنات ومنازعات داخلية، أي بين القبائل والأفراد، منها بضعة منازعات بين رأسي قطبي التحالف الهلالي العدناني لعرب الشمال - النجديين - والجنوبي القحطاني، وهما هنا أبو زيد الهلالي ودياب بن غانم، واستطاع السلطان حسن بن سرحان رأب الصدع وهو في المهد وقبل استفحال الأمر.
وكذلك ما وقع من مشاحنات نسائية بين الأميرة - القائدة - الجازية التي كانت قد لحقت بالهلاليين بالديار الليبية، وبين العالية بنت جابر زوجة أبي زيد الهلالي، حين تنازعا على تملك آبار أو مخاضات المياه، فكان أن تهورت الجازية وهي التي كانت تحب وتطمع في الزواج من أبي زيد قبل العالية بنت جابر، أهانتها بقولها: يا عشيقة عبدنا!
وكان ذلك بمثابة الجرح الدامي لأبي زيد، الأكثر غورا من جراح المعارك، خاصة إذا ما كانت قائلته أميرة في حجم الجازية، التي أنذرت لأبي زيد بحرارة وعلى رءوس الأشهاد فهو: حامي المحصنات!
إلا أن أبا زيد تجاوز مثل تلك الصغائر مركزا كل طاقاته على الإسراع بفك وثاق رفاقه الأسرى عبر أقصر الطرق وأسلمها، وهو الذي عرفها عن قرب، واختبر متعرجاتها ومدى صلاحيتها، بل وحتى طبيعة تربتها وأخاديد كمائنها.
وهكذا عكف أبو زيد بعدما وصل بالقوات والهجرة الهلالية إلى هنا، على استكمال وضع خططه على ضوء ما في حوزته وتوصل إليه منذ الريادة.
فكان يختفي أياما معدودات لمعاودة الاتصال بعيونه وبصاصيه المنبثين في كل صوب حتى داخل بوابات تونس وحصونها المنيعة ذاتها، بل ومراكز صنع قراراتها.
ناپیژندل شوی مخ