د واپسي په لور
عود على بدء
ژانرونه
وأمسكت. وجلسنا صامتين ننتظر البقية. فضحكت وقالت: «نسيت بقية الحكاية».
فصاح بها الشقيان محتجين: «لا، لا، لا، يا ماما ... هذا لا يجوز ...».
قالت: «فليتمها بابا».
قلت: «كيف يمكن أن أفعل وأنا ما سمعتها إلا الساعة»؟
قالت، وهى تنهض عن المائدة وترفع أطباقا: «أليست دعواك أنك واسع الخيال؟ تخيل إذن، ولا تخيب أمل ولديك ...».
فنهضت مثلها، ودنوت منها، وغافلتها، وقرصتها، فلولا لطف الله لتهاوت الأطباق قطعا متناثرة..
وكانت ساعة! ثم لاحت لى فرصة، ففررت إلى غرفتى، وأوصدت بابها.
الفصل الثالث
فكأنما أوصدته دون عالمى كله..
وكنت قد أشعلت سيجارة، واستلقيت على جنبى معتمدا بكوعى على المخدة، ومسندا رأسى إلى كفى، وذهبت أفكر فى أمر هذه الزوجة الصالحة التى لا تفتأ تغرى ولدينا بالمعابثة وتشاركهما فيها. وحدثت نفسى أنهما ولدان صغيران غريران، وإن كانا عفريتين، وأنها هى ليست إلا امرأة، والمرأة فيما تصفها الحكمة المأثورة أو الشائعة على الأقل، ينقصها العقل والدين. ولأنا خليق، بفضل السن، والتجربة، والخيال، وسعة الحيلة، والقدرة على الابتكار، أن أقهر ثلاثتهم فى هذا المعترك، وإنى لأعلم أن الكثرة تغلب الشجاعة، وأعرف أن هؤلاء الثلاثة لا تنقصهم الشجاعة، ولكنى أعرف أيضا أن شجاعتهم هذه إن هى إلا ثمرة تدليلى لهم، وطول أناتى وحلمى معهم. وإنما يتعفرتون، ويتشيطنون، ويركبون رؤوسهم بالعبث، لأنى أستملح ذلك وأحبه لهم وأوثر تفكيههم بما يطيب به عيشهم، ويجمل الحياة والدنيا فى عيونهم، وقد أوهمهم طول مساناتى لهم، وفرط ترفقى بهم، أنهم يستطيعون أن يبذونى ويسبقونى فى هذه الحلبة، فيحسن أن أريهم «بعض» النجوم فى الظهر الأحمر ... أى نعم، أدب هين آؤدبهم إياه، يزجرهم زجرا كافيا عن طمع مسرف يطمعونه فى حلمى.
ناپیژندل شوی مخ