سعى خال الأمين عيسى بن جعفر بن المنصور إلى الفضل بن يحيى الذي بعثه الرشيد على رأس جيش إلى خراسان، لمحاربة بعض الخارجين على الخلافة، وتسكين الاضطراب في تلك النواحي، وقد كان التوفيق حليفه في ذلك الوجه، فقال عيسى للفضل: «أنشدك الله لما عملت في البيعة لابن أختي، فإنه ولدك وخلافته لك»، فوعده الفضل أن يفعل، فلما كان الفضل بخراسان يدل بما واتاه فيها من ظهور على الخارجين، وهو بعد من آل برمك وزراء الرشيد، وأصحاب السلطان العظيم في الدولة، بايع لمحمد الأمين هو ومن معه من القواد والجند بعد أن فرق أموالا عظيمة، وأعطى أعطيات كثيرة، وتغني بذلك شعراء العصر، أمثال أبان بن عبد الحميد اللاحقي والنمري وسلم الخاسر وغيرهم. ولبيان وجهة نظرهم في البيعة نقتطف لك شيئا مما قاله سلم والنمري؛ قال سلم:
قد وفق الله الخليفة إذ بنى
بيت الخليفة للهجان الأزهر
فهو الخليفة عن أبيه وجده
شهدا عليه بمنظر وبمخبر
قد بايع الثقلان في مهد الهدى
لمحمد ابن زبيدة ابنة جعفر
وقال النمري:
أمست بمرو على التوفيق قد صفقت
على يد الفضل أيدي العجم والعرب
ناپیژندل شوی مخ